سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأجهزة الإيطالية قلقة ... وبريطانيا تزيد مخصصات الامن ... والمانيا تشدد على تبادل المعلومات . بروكسيل : محاولة لتفادي الارهاب "قبل بلوغه الهدف التالي"
اجرى وزراء العدل والداخلية في الاتحاد الاوروبي محادثات عاجلة أمس، للتوصل إلى رؤية موحدة لمكافحة الارهاب، في وقت تتخوّف كل من الدول الاعضاء في الاتحاد من أن تكون هدفاً للضربة المقبلة. ركز وزراء العدل والداخلية في الاتحاد الاوروبي في اجتماعهم في بروكسيل أمس، على اتخاذ تدابير عاجلة لدعم التعاون الاستخباراتي بين حكومات الدول الاعضاء، قبل اجتماع الاثنين في بروكسيل الذي يعقده وزراء خارجية 25 دولة من الاعضاء الحاليين والدول التي ستنضم إلى الاتحاد في المستقبل، تليه قمة أوروبية في 25 و26 آذار مارس الجاري. وتوقعت مصادر أوروبية أن يوقع قادة الاتحاد "إعلان تضامن" يقضي بتبادل معلومات وخبرات في شكل تلقائي في ما بينهم، في حال وقوع هجمات إرهابية. كما ينتظر أن يوصي المجتمعون بتعيين مفوض اوروبي مهمته التنسيق بين التدابير المختلفة للاتحاد لمكافحة الارهاب، اضافة إلى التعاون بين الحكومات وال"يوروبول" وهي وكالة الاتحاد الاوروبي الخاصة بالشرطة. وأكدت المصادر أن نظام الامن الاوروبي سيجرى تفعيله تحت إشراف منسق الشوون الخارجية والامنية في الاتحاد خافيير سولانا. آلية "تنظيف المنزل" إلا أن من المتوقع أن توافق حكومات الاتحاد الاوروبي على وضع آلية تنسيق جديدة تعرف باسم "تنظيف المنزل" وفيها تعقد هيئات تنفيذ القانون وسلطات القضاء ووكالات الاستخبارات اجتماعات "لتقوية الثقة المتبادلة وتبادل المعلومات الاستخبارية". وقال المسؤولون إن من الممكن تنفيذ الكثير في سبيل ضلوع وحدة الشرطة الاوروبية الخاصة بمكافحة الارهاب بدور أكثر فاعلية والتأكد من تبادل المعلومات الاستخبارية الحساسة بين الوكالات الامنية داخل دول الاتحاد الاوروبي. خطة الخمسة بنود وفي خطة لمكافحة الارهاب تشمل خمسة بنود أزيح الستار عنها الخميس الماضي، قالت المفوضية إن حكومات الاتحاد يجب أن تبدأ في تطبيق سياسات مكافحة الارهاب التي تبنتها عقب وقوع هجمات 11 ايلول سبتمبر في نيويورك. وحثت على بذل جهود أكبر في مجال التعاون لمكافحة الارهاب مع الدول الاخرى، وقالت إن ترتيبات التعاون يجب أن تتضمن وسائل للعمل المشترك لمحاربة الارهاب العالمي. وقالت المفوضية الاوروبية إنه قد تدخل "شرط مكافحة الارهاب" في كل اتفاقات التعاون التي ستبرمها مستقبلاً مع حكومات الدول خارج الاتحاد الاوروبي. شبكة معلومات من ناحيته، دعا وزير الداخلية الالماني أوتو شيلي إلى تأسيس شبكة معلومات لمكافحة الارهاب خاصة بالاتحاد الاوروبي للحصول على رؤية أوضح للمخاطر الأمنية التي تهدد الكتلة الاوروبية. وقال إن الدعوة التي تقدمت بها بلجيكاوالنمسا لقيام وكالة استخبارات أوروبية على غرار وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية تجاوزت الحدود. وأكد أن تركيز الشبكة سينصب على الحصول على صورة واضحة للتهديدات المحتملة التي تواجه أوروبا مضيفاً أنه "يتعين علينا تسليط الضوء على الشبكات الارهابية المحتملة في أوروبا". من جهته، تقدم وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكيت باقتراحات لتشكيل مركز معلومات أوروبي جديد على غرار مركز قائم بالفعل في بريطانيا يهدف إلى تحليل المعلومات الخاصة بمكافحة الارهاب. بريطانيا وأعلنت مصادر في وزارة الداخلية البريطانية تخصيص 15 مليون جنيه استرليني إضافية 22 مليون دولار لجهود مكافحة الارهاب سيؤول معظمها إلى شرطة لندن، في وقت تصاعدت فيه المشاعر المعادية للإسلام والتي ترجمت بتدنيس مدافن إسلامية في العاصمة البريطانية. وقالت متحدثة باسم وزارة الداخلية البريطانية إن المبالغ الاضافية التي ستوجه منها 12 مليون جنيه استرليني لشرطة العاصمة فيما سيخصص الباقي للاجهزة الامنية الاخرى ليست "رد فعل سريعاً لما حدث في مدريد". من ناحية أخرى، اعلنت الشرطة ان مجهولين دنسوا حوالى اربعين مدفناً اسلامياً في لندن، كما تم تحطيم حجارة شواهد والرسم على جدران المقابر في مدفن تشارلتون جنوب شرقي العاصمة البريطانية. وقال المفتش كارل اموس: "إننا نعالج هذه الجريمة بجدية كبيرة. ويبدو ان الدافع اليها كراهية الدين الاسلامي". وأضاف: "سنعيد التأكيد لرجال الدين في منطقتنا انه لن يُسمح بهذا النوع من الجرائم". في المقابل، أقيمت في بريطانيا صلوات للسلام ولشجب اعتداءات مدريد دعا إليها "التحالف الاسلامي" في لندن وشارك فيها عدد كبير من المساجد الكبرى والمراكز الخاصة بالجالية الاسلامية. كما جرى تجمع من مختلف الأديان في بيرمينغهام وسط انكلترا للتوقيع على كتاب عزاء خاص بضحايا اعتداءات مدريد. على صعيد آخر، أشار جون ستيفنز مفوض شرطة لندن إلى وجود "صلة مؤكدة" بين منفذي تفجيرات مدريدوبريطانيا. وذكرت شرطة لندن أنها تبحث عن وجود صلات مالية ولوجستية. وقال خلال مؤتمر صحافي مع عمدة لندن كين ليفينغستون هذا الاسبوع إن تعرض لندن لهجوم هو أمر حتمي. إيطاليا بدورها، اعربت الاستخبارات العسكرية الايطالية عن قلقها الشديد من مخاطر وقوع اعتداءات محتملة في البلاد. ونقلت وسائل الإعلام عن نيكولو بولاري رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية خلال مداخلة امام اللجنة البرلمانية للرقابة على اجهزة الاستخبارات، قوله "إن الخلايا الاسلامية في ايطاليا قوية وتتمتع بحيوية ودعم يتيحان لها مهاجمة بلادنا بغتة"، وفقاً للصحيفة. وقال وزير الداخلية السابق ورئيس اللجنة البرلمانية للرقابة على اجهزة الاستخبارات انزو بيانكو "ما يثير القلق هو ان اسبانيا كانت في الوضع نفسه لايطاليا، اي دولة فيها خلايا اسلامية مكلفة بعمليات لوجستية وتجنيد". مدريد البداية؟ وفي النمسا، أعرب جونتر فيرهيوجن مفوض الاتحاد الاوروبي لشؤون توسيع العضوية عن مخاوفه من احتمالات أن تكون هجمات مدريد مجرد بداية بالنسبة الى أوروبا، معبراً عن خشيته أن تغير هجمات 11 آذار مارس أوروبا مثلما فعلت هجمات 11 أيلول. وأضاف أنه لا يتوجب على الاتحاد الاوروبي أن يلوم نفسه بأي شكل من الاشكال فيما يتعلق بالحرب ضد الارهاب. فمواطن الضعف موجودة على مستوى الدول الاعضاء. وحذر من الاعتقاد بأن الدول التي لم تشارك في الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة على العراق لن تتعرض لهجمات.