اختار رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر اليوم (الثلثاء) البريطاني جوليان كينغ لتكليفه في السلطة التنفيذية الأوروبية، حقيبة الأمن الجديدة التي تنطوي على تحد كبير في وقت تشهد فيه أوروبا موجة من الاعتداءات المتطرفة. وسيخلف كينغ كممثل للمملكة المتحدة في هيئة المفوضين، جوناتان هيل الذي قرر أن يتخلى عن حقيبته بعد الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وما زال تعيين كينغ يحتاج إلى موافقة البرلمان الأوروبي وموافقة جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وذكرت المفوضية الأوروبية في بيان أن «الرئيس يونكر أعلن اليوم (الثلثاء) عزمه على أن يعهد بحقيبة الأمن في الاتحاد إلى السير جوليان كينغ مرشح المملكة المتحدة إلى منصب مفوض»، وهو يشغل في الوقت الراهن منصب السفير البريطاني في باريس. وأوضح البيان أنه «منصب جديد يكمل عمل المفوضيات الأخرى الموجودة». وبعد استحداث هذا المنصب خصيصاً، لن تتغير مسؤوليات المفوضيات الأخرى. وكتب يونكر في رسالته التي حدد فيها مهمة السير جوليان، أن «الهجمات الإرهابية المتكررة، أكدت أنه من المهم والملح إحراز تقدم سريع نحو اتحاد للأمن العملاني والفاعل». وبذلك يرث السير جوليان منصباً استراتيجياً في مجال تتمتع فيه بلاده ب «خيار الانسحاب» أي إمكان عدم تطبيق القرارات الأوروبية واتخاذ قرار يتعلق بكل حالة على حدة حول المشاركة في السياسات المشتركة. وهكذا أعلنت المملكة المتحدة على سبيل المثال رغبتها في تطبيق التوجيه الجديد حول «تسجيل اسم المسافر الأوروبي» الذي يهدف للكشف عن مشبوهين محتملين بأعمال إرهابية من خلال تقاسم معلومات بين بلدان الاتحاد الأوروبي تجمعها شركات النقل الجوي عن مسافريها. ولا تشارك لندن في المقابل في إجراء أوروبي إشكالي آخر، هو فضاء «شنغن» لحرية التنقل. وسيساعد السير جوليان (51 عاماً) الخبير في المسائل الدفاعية في «تطبيق البرنامج الأوروبي على صعيد الأمن الذي تبنته المفوضية الأوروبية» في نيسان (أبريل) الماضي. ويهدف هذا البرنامج الذي يستمر خمس سنوات، إلى مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والجرائم المعلوماتية. وأبلغ يونكر رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بخياره مساء أمس، وأعلنت رئاسة الوزراء البريطانية «إننا نرحب بالقرار»، مكررة التأكيد في بيان أن المملكة المتحدة «ستواصل القيام بواجباتها والتزاماتها بصفتها دولة عضواً حتى نغادر الاتحاد الأوروبي». وأضاف البيان البريطاني أن «الأمن مسألة حيوية لجميع الدول الأعضاء، والتعاون عبر الاتحاد الأوروبي يمكن أن يساهم في حمايتنا جميعاً بشكل أفضل من مجموعة التهديدات التي نواجهها». وما زال الاتحاد الأوروبي في حال توتر بعد الاعتداءات الأخيرة في فرنسا وبلجيكا وألمانيا التي أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) مسؤوليته عنها، وأسفرت عن عشرات القتلى. وقالت وزارة الخارجية البريطانية على موقعها الإلكتروني إن كينغ الذي أمضى القسم الأكبر من حياته المهنية في أوروبا، يتولى منذ الأول من شباط (فبراير) 2016 منصب سفير المملكة المتحدة في فرنسا. وشغل أيضاً منصب مدير مكتب البريطانيين بيتر ماندلسون (تجارة) وكاثرين اشتون (ديبلوماسية) في المفوضية الأوروبية في (2008-2009). واستقال المفوض البريطاني السابق جوناتان هيل بعد التصويت لمصلحة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أواخر حزيران (يونيو). وتولى حقيبته «الاستقرار المالي والأسواق المالية واتحاد أسواق رؤوس الأموال» المفوض الليتواني فالديس دومبروفسكيس والفرنسي بيار موسكوفيسي. وإذا ما تأكد تعيين كينغ، فسيعمل، كما جاء في البيان، «تحت إشراف فرانس تيمرمانس، النائب الأول للرئيس والمكلف تحسين التنظيم والعلاقات بين المؤسسات ودولة القانون وميثاق الحقوق الأساسية». وقال البيان إنه «سيدعم عمله عمل ديمتريس افراموبولوس، مفوض الهجرة والشؤون الداخلية والمواطنة». وستقوم مجموعة من الخبراء في الشؤون الداخلية والتحركات والنقل وشبكات الاتصال والتكنولوجيا والطاقة بمساعدة المفوض البريطاني الجديد.