سارع أصدقاء إسبانيا حليفة الولاياتالمتحدة في الحرب على الإرهاب إلى اتخاذ مجموعة إجراءات أمنية بعد الاعتداءات الدامية في مدريد. وأعلن وزير الداخلية الألماني أوتو تشيلي أمس، أن بلاده ستسعى إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي، من أجل البحث في الأوضاع الأمنية في أوروبا في أعقاب الاعتداءات، في وقت أفيد أن بريطانيا تدرس نشر حراس أمنيين على متن قطاراتها، بينما علقت باريس جزئياً العمل باتفاقية "شنغن" حول إلغاء المراقبة على الحدود بين الدول الأوروبية، واتخذت أستراليا إجراءات لازمة لحماية أمنها. وقال تشيلي في أعقاب اجتماع مجلس الأمن الألماني الذي دعا إليه المستشار غيرهارد شرودر: "أخذنا في الاعتبار احتمال أن يكون إسلاميون وراء العملية" مضيفاً أنه على الدول الأوروبية الاجتماع للوصول إلى تقويم مشترك للوضع الأمني. كما أكد أن طلب عقد الاجتماع سيرسل إلى إيرلندا بصفتها الرئيس الدوري للاتحاد الأوروبي حالياً. من جهته، كشف تقرير بريطاني أن السلطات المختصة ستقوم بنشر حراس أمنيين في شبكة قطارات السكك الحديد ومترو الأنفاق في بريطانيا، في محاولة لتفادي هجمات إرهابية محتملة. وذكرت صحيفة "ذي أوبزرفر" أمس، أن ضباط الحراسة سيسافرون متخفين بين الركاب العاديين وستكون مهمتهم القيام بأعمال الدورية في شبكة القطارات ومترو الأنفاق في لندن. وسيكون هؤلاء مزودين بأجهزة حديثة جداً للوقاية من أي هجمات بالأسلحة الكيماوية والبيولوجية أو النووية. كما ستخصص فرق للرد السريع على مدار 24 ساعة تحسباً لوقوع أي انفجارات. وستخصص الحكومة البريطانية اعتمادات مالية قيمتها 16 مليون جنيه إسترليني لإقامة دوائر تلفزيونية مغلقة في المزيد من محطات القطارات. وعلاوة على ذلك فإن عمدة لندن كين ليفنغستون سيمول نشر 200 ضابط أمني جديد في شبكة قطارات الأنفاق لدعم الإجراءات الأمنية. وفي فرنسا، علق العمل جزئياً باتفاقية "شنغن" المتعلقة بإلغاء المراقبة على الحدود بين دول القارة. واتخذت إجراءات لفحص أوراق كل السيارات التي تدخل إلى أراضيها عبر "جسر أوروبا" في ستراسبورغ. وأدت إجراءات التفتيش وفحص أوراق العابرين على الجسر الذي يمر فوق نهر الراين الحدود الفرنسية -الألمانية إلى ازدحام حركة المرور لمسافة نحو كيلومتر على الجانب الألماني. وذكرت مصادر في الشرطة أن مئات من عناصر حرس الحدود شاركوا في هذه العملية. تشدد في أستراليا وفي أستراليا، شددت السلطات الإجراءات الأمنية تحسباً لأي هجمات مشابهة للتفجيرات التي وقعت في مدريد. وأزالت ولاية نيو ساوث ويلز وفيها مدينة سيدني أكبر المدن الأسترالية، مستوعبات القمامة من محطات السكك الحديد. وفرضت قيوداً على استخدام الخزائن العامة، كما تنفق 15 مليون دولار أسترالي 11 مليون دولار أميركي لحماية مياه الشرب في سيدني من الإرهابيين. وقال الناطق باسم نائب رئيس الوزراء الأسترالي جون أندرسون إن الحكومة الفيديرالية ستنسق مع الولايات سبل تعزيز الإجراءات الأمنية عند خطوط السكك الحديد، في حين أفاد وزير الدفاع الأسترالي روبرت هيل أن تدريبات ستجرى في سيدني اليوم الاثنين بينما تنظم أكبر تدريبات تجريها أستراليا لمكافحة الإرهاب في وقت لاحق من الشهر الجاري.