عرض المتمردون الهايتيون عضلاتهم أمام القوة الدولية التي سبقوها إلى العاصمة بور أو برانس أمس، غداة تنحي الرئيس جان برتران أريستيد وفراره إلى المنفى. راجع ص10 ودخل قائد المتمردين غي فيليب على رأس موكب من السيارات تقل عشرات من أنصاره المدججين بالسلاح، الضاحية الشمالية للعاصمة صباح أمس، واستقبله سكان الأحياء الفقيرة هناك بهتافات الترحيب. وتوجه لاحقاً إلى الجادة الرئيسية أمام القصر الرئاسي وسط المدينة حيث انضم إليه مزيد من المؤيدين في رتل من السيارات. وأطلق الموكب أبواقه في ما يشبه العرض العسكري. وتوقف أمام مخفر الشرطة القريب، وتجمع السكان للترحيب به. وأبلغ فيليب وكالة "أسوشيتد برس" أنه ينوي حماية القصر الرئاسي لتمكين الرئيس الموقت بونيفاس ألكسندر من أداء مهماته بأمان، في مؤشر إلى تعاظم دوره السياسي. وفي المقابل، اقتصر الانتشار الخجول لعشرات الجنود الأميركيين والفرنسيين على المطار ومحيط البعثات الديبلوماسية، وأعلنت واشنطن أن تعداد القوة التي قررت نشرها لن يتعدى ألف عنصر من مشاة البحرية المارينز يصل إلى 400 بحلول الأسبوع المقبل. كما تنوي باريس إرسال نحو 300 جندي، وصل منهم خمسون حتى الآن. وفي ظل هذا الانتشار المتواضع، تبدو المهمة صعبة للقوة الدولية التي حصلت على تفويض لحفظ السلام في هايتي من مجلس الأمن على نحو عاجل ليل أول من أمس. وأكد وزير الخارجية الأميركي كولن باول أن بلاده لن ترحب بمشاركة كل فصائل المتمردين في الحكومة المقبلة. ورأى مراقبون أن الولاياتالمتحدة لا تعترض على فيليب القائد السابق للجيش الهايتي الذي حله أريستيد عام 1994، لكنها تضع "فيتو" على لوي جودي تشامبلان مؤسس عصابات عرفت ب"فرق الموت" تولت تصفية آلاف المعارضين في عهد الديكتاتور السابق جان كلود دوفالييه في الثمانينات. كما تعارض فصيلاً من المتمردين أشبه بعصابة يطلق على نفسه اسم "أكلة لحوم البشر" ويقوده بوتور ميتايور. وطرح ذلك أسئلة عن تقاسم المتمردين السيطرة على البلاد في ظل استحالة نزع الأسلحة حالياً. كما أثار مخاوف من حرب أهلية في حال استبعاد أحد الفصائل عن الحكم، الأمر الذي لمح إليه أريستيد في كلمة ألقاها في منفاه في جمهورية أفريقيا الوسطى أمس، محذراً من أن التمرد "قطع شجرة السلام" في هايتي. وكان أريستيد وصل إلى مطار بانغي فجراً، برفقة زوجته وحاشية محدودة، وذلك بعد اتصالات أجرتها واشنطنوباريس والغابون مع السلطات في أفريقيا الوسطى لتأمين ملجأ له ولو موقتاً. وتدرس جنوب أفريقيا استقباله لاجئاً سياسياً في ضوء اتصالات تجريها مع عدد من العواصم والجهات الدولية. القدسالمحتلة - أ ف ب - امرت محكمة في تل ابيب امس بمصادرة موقتة لملايين الدولارات التي اخذها الجيش الاسرائيلي من مؤسسات مصرفية في رام الله في الضفة الغربية، وذلك بناء على طلب عائلة ضحايا هجوم فلسطيني. وتقدم بالطلب اقرباء الزوجين يارون وعفرات اونغار، وهما زوجان من المستوطنين الاميركيين الاسرائيليين قتلا عام 1996 في قطاع غزة بيد ناشطين يشتبه في انتمائهم الى "حركة المقاومة الاسلامية" حماس، وفقا لمصادر قضائية. وتطالب العائلة بتسليمها هذه الاموال. واوضحت المصادر ان المحكمة قررت ان تصادر الاموال موقتا بانتظار قرار القضاء المختص. وكان عسكريون اسرائيليون يدعمهم رجال شرطة، شنوا في 25 شباط فبراير عملية لا سابق لها واقتحموا مؤسسات مصرفية في رام الله وصادروا ملايين الدولارات المخصصة بحسب اسرائيل "لتمويل عمليات ارهابية". واعلن مسؤول اسرائيلي كبير آنذاك: "لقد صادرنا ما بين سبعة وتسعة ملايين دولار نقدا من 400 حساب لافراد او عائلات او مؤسسات". وراى ان هذه المبالغ كانت تستخدم لشراء اسلحة او تدفع لمنفذي عمليات او لعائلاتهم اذا قتلوا. وكان وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز وعد بان الاموال المصادرة "ستخصص لاعمال انسانية" لمصلحة الفلسطينيين.