يغلب الإرباك على "لقاء قرنة شهوان" المعارض، في تفسير اسباب تحالف التيار الوطني الحر العماد ميشال عون في الانتخابات البلدية مع حزب الكتلة الوطنية في قضاءي جبيل وكسروان، خلافاً للاتفاق الذي كان ابرمه عون مع نائبي اللقاء فارس سعيد ومنصور غانم البون حين زاراه في باريس. ويتريث لقاء القرنة في تحديد موقفه من تهديد عون بالاتفاق الخطي الذي توصل إليه مع "اللقاء"، ريثما يعود صهر "الجنرال" جبران باسيل من باريس حاملاً معه اجابات عن الأسئلة التي تطرحها المعارضة حيال تفرده في تركيب لوائح انتخابية مع "الكتلويين". فاللجنة التحضيرية للانتخابات البلدية المنبثقة من تجمع المعارضة اضطرت الى تعليق اجتماعاتها. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان صعوبة إقناع عون بالعدول عن تحالفه مع "الكتلويين" في جبيل وكسروان وضع المعارضة امام احد خيارين: إما الانضمام الى هذا التحالف او تأليف لوائح منافسة له. وذكرت مصادر في "لقاء قرنة شهوان" ان تفرد عون احرجها لأنه حصر البحث عن صيغة للتحالف البلدي في دائرة المتن الشمالي وأن الصيغة المقترحة تقوم على تبادل الأصوات في بعض بلدات المتن في حال تعذّر التوافق التام بين عون من جهة وبين القاعدة الكتائبية امين الجميل و"حركة التجدد الديموقراطي" النائب نسيب لحود من جهة اخرى. وأكدت ان الانقسام في هذه المنطقة لن يكون لمصلحة المعارضة وأن نائب رئيس الحكومة السابق النائب ميشال المر سيكون المستفيد الأول من تشرذمها. واعتبرت المصادر ان عون يبني حساباته على نتائج الانتخابات النيابية الفرعية في عاليه وبعبدا قبل بضعة اشهر والتي خاضها بمرشحه حكمت ديب ضد هنري بيار حلو المدعوم من قوى اساسية في القرنة ورئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط فيما وقف نسيب لحود ورئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون على الحياد. ونجح في اكتساح الأصوات المسيحية مع ان مرشحه لم يفز. ورأت ان عون يحاول ان يقلل من حجم الآخرين في المعارضة، ويراهن على تعميم التجربة النيابية الفرعية ويصر على التعاطي مع حلفائه على انه المقرر وما عليهم إلا التعاون معه بشروطه. وبكلام آخر، يخطط عون لخوض الانتخابات النيابية في ربيع 2005 من خلال سعيه الى إثبات انه القوة الرئيسة في الشارع المسيحي خلال الاستحقاق البلدي وأن الأمرة ستكون له. ويرى منافسوه في المعارضة انه يخطئ في حال الاعتقاد بأن نتائج البلديات ستكون نسخة طبق الأصل عن الانتخاب الفرعي في بعبدا لعدم إدراكه للعوامل العائلية والمناطقية فيها. ورأت المصادر ان مشكلة عون الأخرى مع المعارضة هي انه يريد ان يجرها الى خطابه السياسي.