أكد العاهل المغربي الملك محممد السادس التزام بلاده التعاون مع السلطات الإسبانية في الحرب الدائرة ضد الإرهاب. ورأى في رسالة تهنئة الى زعيم الحزب الإشتراكي العمالي خوسيه لويس ذاباتيرو، لمناسبة فوزة بالغالبية في الانتخابات الاشتراعية، ان "المنتصر الكبير في الانتخابات هو الإرادة الراسخة لشعبكم المحب للسلم المتشبث بالديموقراطية والاعتدال ونبذ الإرهاب". وأكد مساندة المغرب جهود إسبانيا "لمحاربة كل أشكال التطرف والإرهاب". وذكّر بهجمات الدار البيضاء العام الماضي، قائلاً ان التطرف والارهاب "استهدفا أمن واستقرار شعبينا وبلدينا الصديقين". وقال مراقبون ان المغاربة عندما احبطوا خطة تفجير سفن غربية تعبر مضيق جبل طارق أعدتها خلية لتنظيم "القاعدة" قبل عامين، كانوا يتوقعون تفهماً أكبر لمخاوفهم من يقظة "خلايا نائمة" لهذا التنظيم يمكن ان تضرب في أي مكان. لكن السلطات الإسبانية آنذاك، في عهد حكومة رئيس الوزراء خوسيه ماريا أثنار، لم تول اهتماماً كبيراً بالطروحات المغربية، بسبب تباين المواقف من التعاطي مع ظاهرة الهجرة غير الشرعية وبقية الخلافات السياسية بين البلدين. وعلى رغم ان تفجيرات الدار البيضاء التي استهدف أحدها نادياً إسبانياً، زادت من حظوظ التنسيق بين البلدين في مواجهة الجماعات الإرهابية أو المشتبه في ارتباطها ب"القاعدة"، إلا ان مدريد لم تسلّم جميع المطلوبين من أصول مغربية الذين اوقفوا في إسبانيا. وعزت مدريد سبب عدم تسليمهم الى مخاوف من صدور أحكام بالإعدام ضدهم، وهي عقوبة صدرت ضد كثيرين من المنتمين الى تيارات متشددة مثل "السلفية الجهادية" و"الصراط المستقيم" و"التكفير والهجرة". بيد ان تسليم مدريد المتهم هشام التمسماني اخيراً أعاد الى خطوات التنسيق بعض الحرارة المفقودة. ولا يزال المغاربة يعولون على تسريع تسليم بعض المطلوبين مثل عبدالعزيز بنيعيش الذي ورد اسمه في افادات المتهم بيار ريشار. وقال مسؤولون مغاربة ان تفجيرات مدريد الاسبوع الماضي ستطرح المسألة الأمنية بالحاح كبير أمام الدول الاوروبية. ويفرض وجود مهاجرين مغاربة بأعداد كبيرة في بلدان أوروبية، حصول تنسيق بين الرباط وبقية العواصم الأوروبية، ما يرجح ان تدفع حكومة رئيس الوزراء الإسباني المنتخب ذاباتيرو في هذا الاتجاه. ويرى مراقبون ان العلاقات المغربية - الاسبانية ربحت من خلال فوز الاشتراكيين في الانتخابات ورقة جديدة يمكن ان تساعد في معاودة ترتيب العلاقات بين البلدين. ويتوقع بعضهم ان يعلن ذاباتيرو البدء في صفحة "علاقات جيدة" مع المغرب على كل الصعد، وإن كانت الحرب على الإرهاب ستشكل المنطلق لذلك.