قالت مصادر اسبانية ان الحزب الشعبي الحاكم حافظ على حضوره في مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين اللتين تحتلهما اسبانيا شمال البلاد. وبدا للمراقبين ان عدم حصول الحزب الاشتراكي المعارض على دعم اكثر في الاقليم، ناتج عن تباين في أفكار الحزبين الرئيسيين ازاء مستقبل المدينتين، خصوصاً أن رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار زار الاقليم في اطار الحملات الانتخابية لدعم مناصريه، مما اعتبرته الاوساط المغربية استفزازاً للمشاعر، سيما وان الحزب الشعبي الحاكم يلتزم مواقف اكثر تشدداً من الاقليم ويرفض الدخول في حوار مع المغرب على مستقبله. لكن الوضع الجديد الناتج عن حصوله على الغالبية المطلقة في الانتخابات الاشتراعية قد يدفع، بحسب المراقبين، الى معاودة النظر في المواقف السابقة، لأن في امكان الحزب أن يتخلص من ضغوط التيارات المتشددة التي تنظر الى مطالب المغرب لاستعادة الاقليم بعدم الرضى، لكن العلاقة بين الرباطومدريد اصبحت مرشحة لتجاوز الصعوبات الحالية الناتجة اساساً عن رفض المغرب تمديد العمل باتفاق الصيد البحري في ضوء نتائج زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس الى اسبانيا قبل بضعة ايام. ويعزو المسؤولون المغاربة والاسبان موجة التصعيد التي طاولت التضييق على المهاجرين المتحدرين من اصول مغربية، وكذلك على المنتوجات الزراعية المصدرة لأوروبا، الى تزامنها والحملات الانتخابية. وتوقعت المصادر ان تكون الزيارة التي سيقوم بها الى المغرب الاحد المقبل وفد نيابي اوروبي يقوده النائب اوبيوار جريما من اسبانيا، فرصة لتبادل وجهات النظر ازاء الملفات العالقة في المحور المغربي - الاوروبي. وسيجتمع جريما مع رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي ووزراء في حكومته ومسؤولين في منظمات غير حكومية لدرس قضايا الهجرة والمشاغل الاوروبية في منطقة الشمال الافريقي . اثنار والهجرة الى ذلك اعلن الحزب الشعبي الاسباني الحاكم ان اثنار يعتزم، بعد تشكيل حكومته الجديدة، طرح برنامج لمعالجة ملفات الهجرة، خصوصاً في ضوء تداعيات احداث ايل اخيدو ذات الطابع العنصري. وقالت مصادر اسبانية ان برنامج اصلاح قانون الهجرة يثير جدلاً حاداً، كونه يتسم بالتشدد في محاربة الهجرة غير المشروعة. لكن خبراء في لجنة الاممالمتحدة لمكافحة التمييز العنصري عبروا عن اهتمامهم في أحداث ايل اخيدو في اقليم الميرية جنوباسبانيا، وطلبوا الى حكومة مدريد تقديم ايضاحات عن الملاحقات القضائية المحتملة للمتورطين في الاحداث، والاجراءات التي تلتزمها للحؤول دون تكرارها. ورد مسؤول عن حكومة مدريد ان عدد المهاجرين غير الشرعيين في بلاده يراوح ما بين 70 ألفاً و100 ألف، واعلن ان القضاء الاسباني يتابع متورطين في الحوادث، لكن ليس من منطلق التمييز العنصري نظراً لصعوبة اثبات وقوع جرائم ذات طابع عنصري. وكان سفير المغرب الجديد في مدريد السيد عبدالسلام بركة صرح قبل يومين ان العلاقة بين اسبانيا والمغرب "تحسنت كثيراً" في الفترة الاخيرة، واعرب عن امله في تكثيف الاتصال بين الاصدقاء المغاربة والاسبان لتحقيق الاهداف المشتركة، في حين اوضح مناصرون اسبان لجبهة بوليساريو انهم يعتزمون تنظيم تظاهرة الأحد المقبل في مدريد لدعم الجبهة، لكن المسؤولين الاسبان أكدوا أن لا علاقة لهم بالتظاهرة، وان مدريد ملتزمة دعم خطة الاستفتاء او اي مساع اخرى لانهاء نزاع الصحراء تحت مظلة الاممالمتحدة.