قال وزير النفط الإماراتي عبيد بن سيف الناصري إن منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك قد تعيد النظر في قرارها الذي اتخذته في العاشر من شباط فبراير الماضي في الجزائر بتخفيض الانتاج مليون برميل يومياً ابتداء من أول نيسان ابريل المقبل، إذا كانت الأسعار مرتفعة والمخزونات منخفضة حين انعقاد اجتماعها العادي في نهاية الشهر الجاري في فيينا. لكن الناصري شدد على أن قرار خفض الانتاج ما زال حتى الآن"سارياً"، مؤكداً أن أي قرار يُتخذ يفترض تنفيذه. وأضاف في مقابلة مع"الحياة"أن إعادة النظر في قرار خفض الانتاج ستكون باتجاه"تأجيل تطبيقه وليس إلغائه"، لافتاً إلى ان مستويات الأسعار الحالية تبرر إعادة النظر في قرار الجزائر، ولكن المخزونات جيدة ولا تستدعي اجراء تغيير في القرار. وشدد الناصري على ضرورة التزام الدول الأعضاء في"أوبك"حصصها الانتاجية، ولكنه وافق على أن ارتفاع الأسعار يغري بعض الدول المنتجة بزيادة انتاجها. وفي ما يأتي نص المقابلة: يتردد أن"أوبك"ستعيد النظر في اتفاقها خفض الانتاج مليون برميل يومياً المفترض تنفيذه أول نيسان المقبل، وذلك عندما تجتمع في فيينا نهاية الشهر الجاري، فما هي حقيقة الموقف؟ - قرار خفض الانتاج الذي اتخذ في الجزائر"ساري المفعول"، وأي قرار يتخذ يفترض تنفيذه، ولكن"أوبك"قد تعيد النظر في القرار إذا استجدت أمور أخرى وقت الاجتماع، ورأى الوزراء أنها تحتم أو تبرر إعادة النظرة في القرار. ما هي المستجدات التي تستدعي إعادة النظر في قرار خفض الانتاج مليون برميل يومياً؟ - من أهم المستجدات التي يتعين النظر إليها مستويات الأسعار أثناء الاجتماع 13 آذار/ مارس ومستوى المخزونات النفطية في الدول المستهلكة، فهذه أمور تساعد"أوبك"على اتخاذ القرار. تتحدثون عن إعادة النظر في قرار خفض الانتاج، فبأي اتجاه سيكون ذلك، هل نحو إلغاء القرار أو تأجيله؟ - إعادة النظر ستكون في حال حدوثها باتجاه تأجيل تطبيق القرار وليس الغائه. يفصلنا عن المؤتمر المقبل لمنظمة"أوبك"نحو أسبوعين، فهل ترون في مستويات الأسعار والمخزونات حالياً سبباً كافياً لإعادة النظر في قرار خفض الانتاج؟ - بالنسبة إلى مستويات الأسعار"نعم"، أما بالنسبة إلى المخزونات فلا تزال في الدول المستهلكة في وضع جيد. صحيح أنها قد تكون منخفضة نوعاً ما مقارنة بالأعوام الماضية، ولكنها"جيدة"ولا تمثل تهديداً بوجود شح في السوق النفطية. التزام الحصص الانتاجية كان بدوره قراراً مهماً في مؤتمر الجزائر، ولكن الاحصاءات الأخيرة تقول إن معظم الدول الأعضاء لم تنفذ هذا القرار، إلى ماذا تردون ذلك؟ - يعزى عدم الالتزام إلى مستويات الأسعار المرتفعة حالياً. فالأسعار المرتفعة تغري بعض الدول المنتجة لانتاج كل ما تستطيع انتاجه. ولكن نأمل أن يكون هناك التزام حتى يتم توزيع الحصص بشكل عادل على الدول الأعضاء حسب النسب المتفق عليها. إذاً السؤال المطروح هو: هل هذه التجاوزات متفق عليها بين الدول الأعضاء، وتمت الاتصالات بينها حول ذلك، أم ان عدم الالتزام هو قرار فردي؟ - التجاوزات لم تكن نتيجة اتصالات، ولكنها مسألة معروفة، فالسعر المرتفع يشجع المنتجين على زيادة انتاجهم. ولكن هل يقبل التفسير الذي يقول إن التجاوزات في الانتاج تنطلق من التزام دول"أوبك"توفير إمدادات كافية من النفط للأسواق العالمية خصوصاً مع ارتفاع الأسعار؟ - التجاوز لا يمكن تفسيره لأسباب بغير معناه. ولكن"أوبك"أثبتت في الأعوام السابقة التزامها توفير إمدادات كافية للسوق. واستقرار الأسعار في مستويات مقبولة. التزام الحصص"اتفاق مفروض أن يُحترم"، أما سياسة"أوبك"لتوفير الإمدادات"فهي شيء آخر". و"أوبك"أثبتت دائماً في المواقف الحرجة التي مرت، خصوصاً في الأعوام الماضية التي شهدت الحروب وتطورات سياسية، التزامها توفير الإمدادات، واتخذت قرارات بزيادة الإمدادات للسوق وحافظت على استقرار السوق النفطية. هناك من يقول إن قرار خفض الانتاج سمح للمضاربين في السوق التلاعب بأسعار النفط، ما هو ردكم على ذلك؟ - لا اعتقد ذلك، فهذا تجنّي على"أوبك". المنظمة تنطلق في قراراتها من مصالح دولها، أما المضاربون وما يتخذونه من أفعال، فهي تخصهم، والمضاربون لا ينطلقون من دول"أوبك"وإنما من الأسواق والدول المستهلكة. تشاركون اليوم في المنتدى الرابع للدول المصدرة للغاز في القاهرة، فما هي أهمية هذا المنتدى والمواضيع التي سيبحثها؟ - أهمية المنتدى نابعة من أهمية الموضوع، فالغاز ثاني أكبر مصدر للطاقة، وينمو الطلب عليه بشكل سريع تفوق نسبته نسبة نمو الطلب العالمي على النفط، وبالتالي فإن اجتماع القاهرة والاجتماعات التي ستتبعه تركز أساساً على مناقشة سوق الغاز من الناحية الفنية والمالية، إضافة إلى مواضيع الاستثمار في صناعة الغاز والتعاون والتنسيق بين الدول المنتجة للغاز. وماذا عن مشاركة الإمارات في هذا المنتدى؟ - إن مشاركة الإمارات في المنتدى تعود إلى كونها من الدول السباقة في انتاج الغاز وتسييله وتصديره. وهي تسعى من مشاركتها إلى الاستفادة من تجارة الآخرين في صناعة الغاز وعرض تجربتها في هذا المجال. المنتدى سيناقش بين مواضيع كثيرة مسألة"تسعير الغاز"، والسؤال المط```روح مع تكرار انعقاد المنتدى، وهو الآن في دورته الرابعة، هل يمكن تحويل المنتدى إلى منظمة تهتم بأسعار الغاز وانتاجه على المستوى العالمي على غرار منظمة"أوبك"المعنية بالنفط؟ - برزت في السابق محاولات واقتراحات لتأسيس منظمة للغاز على غرار"أوبك"، ولم تتخذ خطوات فعلية. ولكن في المستقبل قد تتطور هذه اللقاءات إلى أفكار تصب في اتجاه انشاء منظمة للغاز. أما موضوع الأسعار فمتروك للسوق، ويتحكم فيه العرض والطلب، وليس مصالح المنتجين أو المستهلكين.