أعلن الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك الفارو سيلفا إن السوق النفطية لا مجال فيها لزيادة الإمدادات، وإن أسباب الارتفاع الحالي في أسعار النفط لا علاقة لها بالإنتاج، بل لعوامل أخرى مثل الإرهاب، مؤكداً على هامش مشاركته بندوة دولية في جنيف حول أمن الطاقة بإشراف اللجنة الاقتصادية لأوربا التابعة للأمم المتحدة، أن أوبك لا تفكر في تعديل نظام هامش التموجات في سعر البرميل الذي وضعته قبل 3 سنوات، حيث حددت هامشا مقبولا لا يقل عن 22 دولارا ولا يزيد على 28 دولاراً، معتبراً أن النظام يعمل بصورة جيدة وساهم في استقرار السوق على مدى السنوات الثلاث الماضية. ومن جهة أخرى، توقع أمين عام أوبك أن تحصل زيادة في الطلب على النفط بنسبة 41% من الآن حتى عام 2020 وبنسبة 78% للغاز، مبيناً أنه ولمواجهة الطلب ينبغي على دول أوبك استثمار 100 مليار دولار حتى عام 2010، وذلك بهدف تأمين الأموال ينبغي ضمان أمن استقرار العرض والطلب على السواء. ومن جانبه، أكد عبيد بن سيف الناصرى وزير النفط والثروة المعدنية الاماراتي ان الظروف الحالية فى السوق البترولية لا تستدعى اتخاذ أى قرار بتغيير معدلات الانتاج من جانب دول أوبك عندما تجتمع المنظمة يوم الخميس المقبل فى فيينا ولكنه شدد على ان مسألة تغيير الانتاج لا يمكن البت فيها الا بعد اجتماع الوزراء فى فيينا. وقال الناصري ان السوق البترولية شبه مستقرة رغم انها شهدت فى الاسابيع الاخيرة تذبذبات قوية مؤكدا ان الارتفاع الحالى فى أسعار النفط غير ناجم عن نقص فى الامدادات، مبينا ان الامدادات النفطية شبه مستقرة نوعا ما والمخزونات العالمية من النفط قريبة من مستوياتها العام الماضى وربما اعلى منها قليلا. وأكد الوزير الاماراتي ان الاجتماع الوزارى لمنظمة "أوبك" الخميس فى فيينا وفى ضوء الظروف الراهنة سيكون مناسبة لمراقبة تطورات السوق البترولية عن كثب والتوقعات فى الربع الاول من العام المقبل. وتوقع فى هذا الصدد ان يشهد الربع الاول من عام 2004 زيادة فى الطلب العالمى على النفط بمعدل مليون الى 1.5 مليون برميل يوميا نتيجة وجود مؤشرات على تحسن معدلات النمو الاقتصادي فى الولاياتالمتحدة الاميركية واليابان وحتى فى أوروبا وقال ان ارتفاع معدلات النمو فى هذه المناطق عن المعدلات المتوقعة سيزيد من الطلب على النفط بمعدل يزيد على 1.5 مليون برميل يوميا. وأكد ان ارتفاع الطلب فى بداية العام المقبل سيكون له انعاكاسات ايجابية على الاسعار فى عام 2004، وقال نحن متفائلون بمستوى الاسعار العام المقبل رغم توقعات بحدوث تراجع فى الطلب فى بعض فصول السنة لاسباب موسمية. وقال ان منظمة "أوبك" ربما تعقد اجتماعا استثنائيا فى يناير أو فبراير المقبلين لمراجعة التطورات المستجدة فى السوق البترولية نهاية العام الحالى وبداية العام المقبل، وقال ان اتخاذ قرار بعقد اجتماع طاريء ينظر فيه خلال اجتماع فيينا. وفى رده على تقارير من جانب بعض الدول المنتجة من خارج "أوبك" بأنها لن تخفض انتاجها بداية العام المقبل رغم تأثير ذلك سلبيا على الاسعار شدد الناصرى على ضرورة التعاون بشكل جدى بين جميع المنتجين فى أوبك وخارجها لتحقيق الاستقرار فى السوق البترولية والحصول على سعر عادل، مؤكدا ان الحصول على السعر العادل هدف نبيل يسعى اليه كل منتج لاى سلعة.ولا يرى خبراء المنظمة وجود ربط بين ارتفاع اسعار الخام حاليا ومعادلة العرض والطلب والعوامل الاساسية التي تتحكم بالسوق بل يعزون ذلك الى الاوضاع السياسية المضطربة في الشرق الاوسط وبخاصة العراق وتدخلات المضاربين في السوق. واعتمادا على ذلك فان التقارير الاقتصادية لا تشير الى وجود نقص في امدادات الخام الى العالم بل الى عوامل نفسية وقتية تؤثر على الاسعار صعودا وهبوطا وبالتالي فان خيار رفع معدلات الانتاج مثلما تطالب الدول المستهلكة الرئيسية للنفط في العالم يظل مستبعدا في الوقت الراهن على الاقل بسبب هذه العوامل.وعلى الرغم من ان دول عديدة في اوبك تحبذ وضع قيود على معدلات الانتاج او حتى اجراء تخفيضات جديدة بسبب توقعات انخفاض الاسعار العام المقبل مثلما حدده مركز الابحاث ايكونوميست انتليجانس يونيت بنسبة 30% الا ان اللجوء الى مثل هذا الاجراء له ابعاد سياسية غير مقبولة نظرا لتجاوز متوسط سعر الخام 28 دولارا للبرميل. فنزويلا تعارض زيادة الانتاج ومن جانبه أعلن رافائيل راميراز وزير الطاقة والتعدين الفنزويلى أن بلاده لن تؤيد زيادة الحصص الانتاجية لمنظمة الدول المصدرة للنفط اوبك بهدف تهدئة أسعار النفط المرتفعة وذلك فى الاجتماع الوزاري للمنظمة المقرر عقده بفيينا فى الرابع من ديسمبر المقبل. وفى حين يرى محللون أن صعود اسعار النفط مؤخرا قد يلحق ضررا بالطلب. قال الرئيس الفنزويلى هوجو شافيز ان أوبك أصبحت أكثر قوة. من جهتهم يشعر كثير من الاعضاء فى اوبك بالقلق من أن زيادة الامدادات من العراق ومنتجين مستقلين اخرين مثل روسيا سوف يدفع بالاسعار الى الهبوط فى السنة المقبلة.وكان راميراز قد صرح مؤخرا بأن المعروض العالمى الحالى من النفط عند مستويات مناسبة، مؤكدا قرار بلاده بأنها ستدعم قرار منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك بخفض الانتاج اذا دعت الحاجة لوقف تراجع أسعار النفط العالمية عام 2004 . الناصري راميراز