نشرت "الحياة" في 7/3 بعنوان "صديق المهاجر والمنافي... لم يُمربد يوماً"، على صفحتها الخاصة بالرسائل مقالة ظهرت للسيد لطفي اليوسفي في أكثر من مكان، آخرها جريدة "الوطن" القطرية في 29/10/2003، وبعث بها الى عشرات الأشخاص، لكنها عادت الى الظهور بعنوانها الذي تقدم. والمقالة لا تعدو ان تكون فرية يترفع عنها الأديب ويتنزه عنها الأريب. فهي تبني على موضوع ظهر في جريدة "الرياض" السعودية في 22/4/2003، بقلم السيد أحمد الزين. والمقال الذي كتبه أحمد الزين عبارة عن قراءة قام بها الكاتب المذكور في أدب الحرب، واقتبس فيها من كتب لي، ولغيري، عن ظاهرة أدب الحرب القصصي. ولم تكن تلك المقالة التي دبجها الزين ندوة شاركتُ فيها، كما يزعم اليوسفي، ولكنها مطالعة نقدية ألفها السيد الزين، ووضع فيها صورة لي، كما اطلعت على ذلك في شهر تشرين الأول أكتوبر، واقتبس الزين رأياً لي أخذه عن كتابي "المرئي والمتخيل: أدب الحرب القصصي في العراق" الذي صدر في 1986. ولسبب ما، خلط كاتب المقال بين عنوان كتابي هذا وبين أطروحة اليوسفي للدكتوراه التي ناقشها سنة 2000، ونشرها في كتاب بعنوان "فتنة المتخيل" في 2003، أي ان كاتب المقالة هو الزين، وهو الذي خلط بين العنوانين. ومقالته ليست ندوة ولا علاقة لي أو لغيري بها من قريب أو بعيد. ولم أذكر اليوسفي في أمر هنا أو هناك أو طوال عشرين عاماً خلت، ولم يكن أمره يعنيني من قريب أو بعيد، لكن السيد لطفي اليوسفي لم يتأن للحظة، كما ينبغي لمثله. أما وقد ذكر اليوسفي دوري الثقافي، فكان عليه ان يتملى أوراقه جيداً، فلا يسوق السب جزافاً: فالثمانينات، وبمعزل عن الحكم، كانت مرحلة ذهبية ثقافياً، فيها أنجزنا مشاريع الترجمة والتأليف الكبرى، وكاتب حلقة المربد الدراسية ضرباً من النشاط النقدي الرفيع. ولم يكن اليوسفي حين ذاك معروفاً في الأوساط الأدبية. وكانت كتب شقيقي ممنوعة في العراق، وفرض عليه التأليف داخل السجن، وزورت جهوده، وقضى في سجنه الثاني نيسان - أبريل 1991 في بغداد. ولم نعرف قبراً له حتى الآن. ومنعت كتبي منذ 1990، وتنادى الانتهازيون ضدي، كما هو شأنهم دائماً. ولدي عن هؤلاء من الوثائق ما يجعل اليوسفي وأضرابه يخجلون من اليوم الذي ساقوا فيه الأكاذيب والشتائم، مبحرين في دنيا الرخص الأدبي. ولو كان لطفي اليوسفي يتوخى معرفة الحقيقة، وبلوغ الصواب لاتصل بكاتب المقالة، السيد أحمد الزين، للاطلاع على سر الخلط بين العنوانين. كنتُ أعرف ان السيد اليوسفي شتم أساتذته من قبل: هكذا كان أمره مع الدارس الاكاديمي حمادي صمّود، والمثقف الاكاديمي المعروف عبدالمجيد الشرفي، والدارس الاكاديمي محمد الهادي الطرابلسي. وساءني ان تظهر عنه هذه الافتراءات، وتتلاحق الشتائم والطعون على لسانه. فالسبب الذي أورده تعلة، من دون أصل ولا سند. اما وقد بطل السبب، وزال العجب، فأقول له: اني وعائلتي نلنا من الظلم ما لا يفهمه أمثاله، وعانينا اكثر مما يفقه، ولم نكن متنفذين في أمر، ولم نقدر على حماية انفسنا من السجن والموت. فلماذا يتقصده الآن؟ ولماذا صعب عليه التحري؟ محسن جاسم الموسوي