كثف رعاة محادثات السلام السودانية من اتصالاتهم مع الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" لتجاوز القضايا العالقة المرتبطة بملف المناطق المهمشة وإقرار اتفاق. وتوقع الوسطاء ان تنتهي المفاوضات بإنجاز اتفاق في شأن المناطق من دون حسم قضية اقتسام السلطة. وفي غضون ذلك، أكد فصيلان يقاتلان الحكومة في اقليم دارفور تصعيد هجماتهم على القوات الحكومية ووقوع موجة نزوح جديدة في وسط الاقليم بسبب القتال. أجرى المبعوث البريطاني الى السلام في السودان السفير ألان غولتي محادثات منفصلة مع النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه وزعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق، بعد يوم من لقاء مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الافريقية تشارلز سنايدر مع الرجلين. وشددت الاتصالات على ضرورة تحريك التفاوض والتوصل الى حل توفيقي في شأن مستقبل منطقة ابيي التي عطلت سير المفاوضات. وأكد غولتي "انحسار الخلاف في قضية أبيي" موضحاً ان لجنة من طرفي التفاوض تعكف على صوغ حلول للاتفاق في المناطق الثلاث المتنازع عليها. وتوقع ان يحدث ذلك خلال أربعة أيام، مشيراً الى انه أبلغ طه وقرنق حرص لندن على اتفاق قريب واستعداده لمساعدتهما على معالجة المسائل الخلافية. وتوقع كبير وسطاء الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد الجنرال الكيني لازوراس سيمبويو اتفاق الطرفين على المسألتين العالقتين قبل نهاية جولة المحادثات الحالية في 16 آذار مارس الجاري. وقال انه لا ينتظر التوصل الى اتفاق نهائي بحلول نهاية الشهر و"لكن ازالة المشكلتين العالقتين من الطريق. وما تبقى هو تفاصيل في الاتفاقات الأمنية وطرق تنفيذ الاتفاق". لكن وسيطاً يتابع المحادثات قال ل"الحياة" ان المحادثات "إذا سارت بوتيرتها التي بدأت منذ اسبوعين فإن أقصى ما يمكن التوصل اليه هو تجاوز ملف المناطق المهمشة منتصف الشهر"، محذراً من أن المجتمع الدولي "لن يصبر الى ما لا نهاية". وفي أسمرا، أعلن متمردو دارفور قتل اكثر من 200 جندي حكومي خلال هجمات مشتركة بين فصيلي "حركة العدل والمساواة" و"حركة تحرير السودان" على القوات الحكومية وسط موجة نزوح في أواسط دارفور للمرة الأولى. وأكد الأمين العام ل"حركة تحرير السودان" منى اركو مناوي شن هجمات على القوات الحكومية يوم أمس في مناطق طويلة ورئاسة محافظة طويشة شرق الفاشر واحتلال المحافظة لمدة ساعات وقتل أكثر من 200 جندي خلال المعارك الضارية في شمال دارفور. على صعيد آخر، كشف رئيس الدائرة السياسية في "قوات التحالف السودانية" الدكتور تيسير محمد احمد علي ان زعيم "التحالف" العميد عبدالعزيز خالد "أجرى اتصالات مع النظام وقابل مسؤولين حكوميين من دون علم قيادات التنظيم".