شهدت ولاية ميشيغان الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي، وسجلت تحولاً في الموقف التلقيدي للجالية العربية - الأميركية التي عرف عنها في السابق تأييدها للحزب الجمهوري، وخصوصاً الرئيس جورج بوش في انتخابات عام 2000. واستبقت الجمعيات العربية في مناطقها وخصوصاً مدينة ديربورن عاصمة العرب في الولاياتالمتحدة انتخابات ميشيغان بحملات غير حزبية منظمة، لاستقطاب ناخبيها وإخراجهم من عزلتهم إلى صناديق الاقتراع، في محاولة لتشكيل قوة ذات تأثير في الانتخابات الرئاسية، تمكنهم من تجاوز الشعور بالغبن الذي سيطر عليهم منذ اعتداءات 11 أيلول سبتمبر، لا سيما مع اعتقال 1200 شخص من أبناء الجالية وإعادة الحقوق المدنية التي سلبت منهم كمواطنين منذ ذلك التاريخ. وتغيرت المعطيات السياسية للعرب الأميركيين منذ 11 ايلول، في اتجاه تأييد اي مرشح ديموقراطي قوي قادر على مواجهة بوش، وهو في هذه الحال السناتور جون كيري. كما يسعى الاميركيون العرب التي تعزيز حضورهم اكثر فأكثر، بعد عقود لم يكن لهم وزن كبير خلالها على الخريطة السياسية، مقارنة ب"الأفارقة" أو ذوي الاصول الاسبانية، الأكبر عدداً والأفضل تمثيلاً. وأظهرت المنظمات التمثيلية المختلفة نشاطاً واهتماماً كبيرين في الانتخابات التمهيدية الحالية، لا سيما لجنة العمل السياسي العربية - الأميركية ومجلس العلاقات الأميركية الإسلامية كير واللجنة الأميركية - العربية لمكافحة التمييز مستقلة والمعهد العربي - الأميركي. وتجول تلك المنظمات بالتناوب على المساجد والكنائس والنوادي الاجتماعية لتوجيه الأميركيين العرب من مسلمين ومسيحيين، وباعتماد الإنترنت سبيلاً لتسجيل اكبر نسبة من الناخبين. ووجدت استطلاعات الرأي أن العرب الأميركيين يتوزعون على ولايات رئيسة هي ميشيغان وأوهايو وبنسلفانيا وفلوريدا، مانحين المجتمع العربي - الأميركي مكانة استراتيجية أكبر من عددها. ودليل على ذلك التأثير الذي كان للعرب في فلوريدا في انتخابات عام 2000 الرئاسية. وتقدر المنظمات العربية عدد جالياتها في الولاياتالمتحدة بأكثر من 3.5 مليون نسمة، وتقول ان العدد في ازدياد سنوياً. إلا أنه رقم يشكل أقل من نصف حجم الجالية اليهودية في البلاد. ويتوقع أن تتوزع الأصوات العربية على نحو يذهب 40 في المئة لمصلحة المرشح الديموقراطي، فيما ينقسم 32 في المئة بين التصويت لمرشّح مستقل وبين دعم بوش. الهموم الداخلية قبل الشرق الاوسط وإذا كانت السياسة الخارجية تعتبر أحد الرهانات، وفي مقدمها النزاع الفلسطيني -الإسرائيلي، يبدو أن الاهتمامات الداخلية تحتل الأولوية لدى الناخبين. وانطلاقاً من ذلك، يتوقع أن يغير عدد من الأميركيين العرب رأيهم في تشرين الثاني نوفمبر المقبل ولا يعطون أصواتهم لبوش الذي ساندوه باعتباره قادراً على "الإصغاء" و"مرناً في شأن مسائل الشرق الأوسط". وبعدما كان بوش حصل على تأييد اكثر من 45 في المئة من أصوات العرب - الأميركيين في انتخابات عام 2000 في مقابل 38 في المئة ذهبت إلى آل غور، يكافح الرئيس الاميركي حالياً للحصول على 28 في المئة من الأصوات العربية بحسب دراسة نشرها معهد "زغبي" الشهر الماضي.