واجه المسؤولون الماليون للدول الصناعية السبع الكبرى في اجتماعهم في فلوريدا أمس مهمة صعبة في الاتفاق على صيغة لمنع هبوط الدولار من الخروج عن السيطرة. وفيما تنفس وزراء مال ومحافظو البنوك المركزية للدول السبع الصعداء لانتعاش حاد للاقتصاد العالمي على مدى الشهور الستة الماضية، الا ان القلق ينتابهم في شان الآثار المحتملة للعجز الهائل في التجارة على الموازنة الاميركية في سعر الدولار أمام العملات الرئيسية. وقال الاعضاء الاوروبيون في مجموعة السبع انهم يريدون ان تتفق المجموعة على توجيه تحذير الى الاسواق من مزيد من التقلبات الحادة في اسعار العملات. وفي الشهور القليلة تضرر المصدرون في الدول الاوروبية من ارتفاع اليورو لمستويات قياسية مقابل الدولار. ودعت اليابان الى مزيد من الاستقرار في اسعار الصرف، بينما احتفظت بحقها في التدخل في الاسواق للحد من ارتفاع الين. غير ان صياغة بيان مشترك كانت صعبة هذه المرة، اذ ان الولاياتالمتحدة سعيدة بما يقدمه الدولار الضعيف من دعم لصادراتها وبصفة خاصة في عام الانتخابات، فيما يبدو واضحاً انها غير قلقة مما يثيره ذلك من مشاكل في دول اخرى. وقالت مصادر في مجموعة السبع ان صيغة البيان لم تحسم حتى ساعة متأخرة من أول من أمس، أي قبل اجتماع الوزراء وحكام البنوك المركزية أمس، لافتة الى ان محافظي البنوك المركزية سيشاركون بشكل وثيق في تلك العملية. وامضى وزير الخزانة الاميركي جون سنو أول من أمس في اجتماعات ثنائية مع نظرائه في مجموعة السبع لتهدئة اعنف انتقاداتهم لاداء ادارة بوش الاقتصادي. وقال انه يجري أخذ خطوات لتقليص العجز الهائل في ميزان التجارة والموازنة الاميركية. وفي اجتماعات منفصلة مع وزراء المال من بريطانيا وكندا وفرنسا والمانيا وايطاليا اعترف سنو بأن العجز الهائل المتوقع في موازنة 2005 ويبلغ 521 بليون دولار "كبير جداً"، غير انه قال انه يجري اخذ خطوات لتقليصه الى النصف بحلول سنة 2009. وحذر مسؤولون اوروبيون ويابانيون من ان العجز الاميركي، الذي يمول بالاقتراض من الخارج، يهدد الاستقرار الاقتصادي العالمي واستخدموه في الرد على الاصرار الاميركي على ان تبذل دولهم مزيداً من الجهود للاسراع بخطى النمو. ودعا وزير المال العراقي كمال الكيلاني المانحين الدوليين الى تسريع دفع الاموال التي وعدوا بتقديمها للعراق خلال مؤتمر مدريد، مشيراً الى أن ذلك أمر حاسم من اجل اعادة اعمار بلاده. وقال في مؤتمر صحافي عقده على هامش اجتماع وزراء مال مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في فلوريدا ان "الدول المانحة قدمت وعوداً سخية خلال مؤتمر مدريد في الخريف الماضي. وعدت الولاياتالمتحدة بنوع خاص بتقديم 18.6 بليون دولار للسياسات الحيوية من اجل اعادة الاعمار". واضاف: "ادعو بشكل عاجل الدول الاخرى الى تسريع دفع الاموال التي وعدت بتقديمها". وكانت الدول المانحة وعدت خلال مؤتمر مدريد في 23 و24 تشرين الاول اكتوبر الماضي بالمشاركة في اعادة اعمار العراق بنحو 33 بليون دولار حتى سنة 2007. ودعت مجموعة السبع العراق وافغانستان الى البحث في الوضع الاقتصادي في البلدين في جلسة خصصت لذلك خلال اجتماعات وزراء مال مجموعة الدول السبع.