اصبحت "انفلونزا الطيور" اقرب الى تهديد البشر، بعد ظهور مؤشر خطر الى امكان انتقالها الى الماشية، اذ بينت فحوصات اولية لفريق من خبراء الاممالمتحدة انها انتقلت الى الخنازير في فيتنام. وأشار التقرير الصادر عن منظمة الاغذية والزراعة فاو الى ان الفيروس الذي اصاب الخنازير الفيتنامية هو من نوع "اتش 5 ان 1" القوي. وينظر الخبراء بقلق الى هذا التقرير، لأن المواشي اقرب الى تركيب الانسان من الطير، لذا يعتبر انتقال الفيروس اليها خطوة "تمهد" لإصابة البشر، ما يهدد بانتشار العدوى الى ملايين الاشخاص. وترافق التقرير الدولي، مع نشر مجلة "ساينس" العلمية مقالاً يكشف اسرار "الانفلونزا الاسبانية" التي اصابت العالم بين عامي 1918 و1919، وقتلت ما يراوح بين 20 و50 مليون شخص عالمياً. وبيَّن التقرير ان تلك العدوى انتقلت الى البشر من الطيور، مروراً بالخنازير. وزاد تقرير "ساينس" مخاوف العلماء من تكرار الامر نفسه في الموجة الراهنة من "انفلونزا الطيور". ومعلوم ان العلماء اعتقدوا طويلاً ان انفلونزا الطيور لا تنتقل الى البشر. وفي عام 1997، حدثت اول حالة مؤكدة لانتقال فيروس الانفلونزا من دجاج هونغ كونغ الى البشر. ولم يؤد الامر، في حينه، الا الى موجة صغيرة من الوباء. وفي ظل تقرير "ساينس"، فإن حالات 1997، لم تعد الاولى، بل صارت اثباتاً آخر على امكان انتقال فيروس الانفلونزا الى الانسان. وتعمل ثلاثة مختبرات في العالم على مضاعفة انتاجها من لقاح "انفلونزا الطيور"، لإعطائه الى الدواجن غير المصابة، بحسب توصيات الاممالمتحدة، كخطوة اساسية للحد من انتشار الفيروس. والمعلوم ان الفيروس ينتقل بين الدواجن بواسطة البراز والسوائل التي تخرج من الدواجن المصابة. وبعد انتقاله الى طير صحيح، يمر الفيروس بفترة كمون تدوم اياماً، لا تظهر خلالها اي أعراض على الطير المصاب. ويمثل هذا الامر مشكلة اكيدة في مكافحة الفيروس بين الدواجن، وهو السبب في الذبح الجماعي لملايين الدواجن التي لا تظهر عليها اعراض، لكن يشتبه في حملها الفيروس نظراً لمخالطتها طيوراً مصابة. وفي المقابل، لا يصاب الانسان في حال تناول لحوم دواجن تحمل الفيروس. وينتقل الفيروس الى اولئك الذين يخالطون الدواجن مثل مربيها وباعتها وناقليها والمتاجرين بها وغيرهم. الى ذلك، أعلنت السلطات الصحية في فيتنام امس، أن طفلة عمرها 6 سنوات من إقليم دونغ ناي توفيت نتيجة إصابتها بالأنفلونزا، لتصبح حال الوفاة الرقم 13 بسبب المرض في البلاد.