أثار اعلان المستشار الالماني غيرهارد شرودر بصورة مفاجئة امس، استقالته من منصب رئيس الحزب الاشتراكي الديموقراطي الحاكم، ردود فعل سياسية مختلفة في البلاد راوحت بين الترحيب بالخطوة واعتبارها "بداية النهاية" له. واقترح شرودر في مؤتمر صحافي طارئ عقده بعد ظهر امس، ان يتولى رئيس الكتلة النيابية للحزب في البرلمان فرانتس مونتيفيرينغ الذي كان جالساً الى جانبه، رئاسة الحزب. وقال انه سيطلب من قيادة حزبه في اجتماع خاص يعقد في برلين اليوم، الموافقة على اقتراحه وتحديد موعد لعقد مؤتمر طارئ للحزب في اواخر الشهر المقبل، لانتخاب مونتيفيرينغ رئيساً له. وأبلغ شرودر الصحافيين ان الامين العام للحزب اولاف شولتس سيقدم ايضاً استقالته في المؤتمر الطارئ، مفسحاً في المجال امام تولي غيره المنصب. وتعرض شولتس في الاشهر الماضية الى حملة كبيرة ضده من حزبيين اتهموه بعدم الكفاية. وارتفعت في الفترة الاخيرة اصوات عدة داخل الحزب تطالب شرودر بالتخلي عن رئاسة الحزب لعدم قدرته على القيام بأعباء المنصب الى جانب مهمات رئاسة الحكومة. وكان شرودر اضطر عام 1999 الى تولي رئاسة الحزب بعد الخلاف الكبير في شأن السياستين الاقتصادية والمالية، بينه وبين رئيس الحزب ووزير المال آنذاك اوسكار لافونتين الذي استقال من كل مناصبه. وبرر المستشار الالماني قراره المفاجئ امس، بوجود "مشكلات في قنوات الاتصال داخل الحزب حول عملية الاصلاحات الواسعة التي تجريها الحكومة"، الامر الذي دعاه الى "التفكير جدياً في وضع توزيع جديد للعمل". وأضاف انه يترك منصب رئاسة الحزب "بأسف كبير، الا ان خطوتي تصب في مصلحة الاصلاح الجاري". وفيما رحب قياديون كثر في الحزب بخطوة شرودر، قالت رئيسة الحزب الديموقراطي المسيحي المعارض آنغيلا مركل ان الخطوة تؤكد بوضوح تراجع هيبة المستشار، ملاحظة ان "الاستقالة تعتبر بداية النهاية لشرودر".