سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد أشهر على تأكيد مقتله تحدث الى "الحياة" عن لقائه بن لادن مرات ... وحمل على "وباء الاشتراكيين". زعيم "جيش عدن - أبين" ينكر وجوده : التنظيمات الاسلامية تخريب للعقيدة
بعد أشهر على تأكيد مقتل زعيم "جيش عدن - أبين الاسلامي" خالد عبدالنبي في مواجهات جبال "حطاط" اليمنية العام الماضي، تبين ان خالد الملقب "أبو بصير" الذي شارك في "الجهاد" في افغانستان مطلع التسعينات، ما زال حياً. وهو التقى الرئيس علي عبدالله صالح، وقال في حديث الى "الحياة" نصه في الصفحة 15 ان لا علاقة له ب"جيش عدن - أبين"، مشدداً على عدم وجود هذا التنظيم الذي "صنعته اجهزة الأمن والاستخبارات"، وعلى وقيعة وراءها الاشتراكيون. وبعدما كان متهماً بتزعم التنظيم منذ أعدم "أبو الحسن المحضار" يتنصل خالد عبدالنبي من العنف، ويتهم الاشتراكيين بتلفيق معلومات عنه لوصمه بالارهاب بسبب دوره في القتال مع "القوات الشرعية في حرب صيف 1994". ويشدد على وصفه الاشتراكيين في اليمن ب"الوباء الخبيث" الذي يتسلل الى مرافق السلطة، ويصفهم ب"الكفار"، لكنه يعتبر التنظيمات الاسلامية ايضاً "تخريباً للعقيدة"، فيما يقر بلقائه مرات زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن في السعودية. كانت العملية العسكرية التي نفذتها وحدات خاصة من الجيش اليمني وقوات مكافحة الارهاب التابعة للأمن المركزي، لدهم مخابئ عناصر اسلامية مطلوبة تحصنت في جبال "حطاط" في محافظة أبين شمال عدن مطلع آذار مارس العام الماضي، احدى اكثر المواجهات المسلحة، في سياق سلسلة الاجراءات التي اتخذتها الحكومة اليمنية ضد الجماعات المتشددة لمكافحة الارهاب والتطرف. وشهدت محافظة أبين نهاية 1998 خطف فوج من السياح الغربيين على أيدي عناصر جماعة اسلامية مسلحة يتزعمها "أبو الحسن المحضار" واطلق عليها "جيش عدن - أبين الاسلامي". ودهمت قوات أمن واخرى من الجيش موقع احتجاز السياح لاطلاقهم واعتقال عناصر الجماعة، وقتل آنذاك أربعة سياح وعدد من الخاطفين، واعتقل "أبو الحسن المحضار" وعدد من اتباعه، ونفذ فيه حكم بالإعدام نهاية 1999. وعلى رغم ان مصادر الحكومة أكدت عدم وجود تنظيم "جيش عدن" الاسلامي منذ اعدام المحضار، ظل هذا الاسم متداولاً مع كل عملية تنفذها اجهزة الامن اليمنية لملاحقة العناصر التي تنتمي الى تنظيم "القاعدة" أو "الجهاد الاسلامي" وغيرهما، كما كانت الحال في تصنيف "أبو علي الحارثي" زعيماً ل"جيش عدن - أبين الاسلامي"، في حين ثبت انه يتزعم تنظيم "القاعدة" في اليمن. وعندما اندلعت المواجهات في جبال "حطاط" العام الماضي بين القوات الحكومية والعناصر الاسلامية التي تحصنت هناك، قيل ان زعيم هذه العناصر خالد عبدالنبي هو زعيم "جيش عدن - أبين"، وانه يقود عناصر "ارهابية" مطلوبة لتورطها بحوادث أمنية خطيرة. وتحدثت المصادر الأمنية آنذاك عن مطلوبين في "حطاط" لواشنطن، وعن عناصر أجنبية تنتمي الى "القاعدة" يؤويها عبدالنبي الملقب "أبو بصير"، وتردد ان المواجهات اسفرت عن عشرات القتلى وبينهم "أبو بصير"، وان العمليات العسكرية هناك نفذت بمساعدة أميركية استخباراتية كون تلك العناصر مطلوبة لواشنطن، وكذلك لضلوعها في نصب مكمن مسلح مطلع العام الماضي لقافلة طبية عسكرية يمنية، ما أسفر عن مقتل شخص وجرح خمسة آخرين من أفرادها. وكانت المفاجأة بعد اشهر حين تبين ان خالد عبدالنبي لم يقتل، وانه يتفاوض مع السلطات الأمنية، عبر وسطاء. وفي حديثه الى "الحياة" نفى خالد ان يكون زعيماً أو منتمياً الى تنظيم "جيش عدن" أو على علاقة ب"القاعدة" وأبو علي الحارثي. وقال ان هذا التنظيم غير موجود، بل "صنعته اجهزة الأمن والاستخبارات"، مؤكداً انه ورفاقه كانوا ضحايا لتقارير "كاذبة" ومعلومات "ملفقة" مصدرها عناصر اشتراكية منخرطة في اجهزة الأمن والحكومة اليمنية بسبب "دورنا في القتال الى جانب القوات الشرعية الحكومية في حرب صيف 1994". وذكر ان جميع الذين انخرطوا في مواجهات "حطاط" ليسوا مطلوبين في قضايا ارهابية، وزاد: "لسنا ملاحقين من اميركا، بل لاحقتنا أجهزة الأمن اليمنية من دون سبب". واشار الى ان خمسة من اتباعه قتلوا في مواجهات "حطاط" وليس عشرات كما ذكرت المصادر الأمنية، وتحدث عن "دور سيئ لوسطاء" ساهموا في اشعال المواجهة مع الحكومة. كما تحدث عن وسطاء بينهم ضابطان في الأمن بمحافظة أبين، "كان دورهم ايجابياً في تجاوز المشكلة ووصولنا الى الرئيس علي عبدالله صالح لشرح موقفنا، وهو كان متفهماً وشعرنا بأنه حريص على معرفة الحقيقة". وأوضح انه تحصن في جبال "حطاط" مع 17 شخصاً فقط معظمهم من أقاربه، ولم يكن بينهم أي أجنبي "باستثناء متجنس سعودي من أصل يمني اسمه عبدالمحسن وكنيته أبو محمد، وهو قتل في المواجهات وكان جاء الى اليمن ليتدرب على السلاح، قبل ان يغادر الى العراق". ولفت خالد عبدالنبي الى انه لم يخض حواراً بالمعنى الكامل مع القاضي حمود الهتار رئيس لجنة العلماء المكلفة التحاور مع العناصر الاسلامية المعتقلة. وشدد على انه ركز على ثلاثة مطالب: "تركنا وشأننا من دون مضايقات أمنية، واطلاق الموقوفين بتهمة العلاقة معنا، ومنح ذوي القتلى تعويضات مالية كرواتب شهرية". وتمسك ب"تكفير كل اشتراكي يتخلى عن دينه الاسلامي وينكر شرع الله وسنة نبيه محمد"، وتحدث عن رفضه الأحزاب السياسية والتنظيمات الاسلامية، معتبراً ان هذه التنظيمات "تخريب للعقيدة". وقال ان السلطات تجاوبت مع بعض مطالبه اذ اطلقت 47 من أتباعه، و"لا يزال ثمانية معتقلين".