أنقذ "الحزب الاشتراكي الصربي" بزعامة الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش المعتقل لدى محكمة لاهاي، صربيا من تفاقم أزمتها السياسية، بدعمه "الحزب الديموقراطي الصربي" برئاسة فويسلاف كوشتونيتسا في استلام السلطة، فيما اعتبر المراقبون الموقف الذي اتخذه الاشتراكيون في هذه الحال الحرجة، ضربة للحزب الراديكالي الذي كان يراهن على اجراء انتخابات جديدة تؤدي الى زيادة رصيده النيابي بسبب الفوضى الناجمة عن الفراغ السياسي. وبفضل تأييد حزب ميلوشيفيتش 22 نائباً تمّ أمس، انتخاب مرشح "الحزب الديموقراطي الصربي" دراغان مارشيتشانين رئىساً للبرلمان ب128 صوتاً من أصل 250 عضواً في البرلمان. وسيكون في الوقت نفسه رئىساً لجمهورية صربيا بالوكالة لعدم وجود رئيس منتخب. وحصلت مرشحة "الحزب الراديكالي الصربي" غوردانا بوبلازيتش التي نافست مارشيتشانين على الرئاسة، على 81 صوتاً، أما الاعضاء الباقون وعددهم 41، فإما امتنعوا عن التصويت أو غابوا عن الجلسة. واتسمت جلسة البرلمان بالفوضى والصفير والانتقادات اللاذعة التي وجهها الحزبان "الراديكالي" و"الديموقراطي" الحكومة المنتهية ولايتها الى اتفاق كوشتونيتسا مع حزب ميلوشيفيتش. ووصف كوشتونيتسا الاتفاق بأنه "جاء بعدما اصبح أمام أحد أمرين، أما اجراء الانتخابات أو الخضوع لابتزاز الحزب الديموقراطي". واعتبر الأمين العام ل"الحزب الاشتراكي" زوران انجيلكوفيتش دعم حزبه لكوشتونيتسا بأنه "جاء انطلاقاً من الرغبة في ان يكون لصربيا برلمان وحكومة، وان تنتهي سلطة الذين خسروا الانتخابات وانهاء الأزمة الراهنة". وقال: "إننا لا نريد مكاناً في الحكومة، لأن الذي يهمنا هو برنامج الحكومة الذي سيقوم على التكافؤ في التعاون مع محكمة لاهاي وأن يبقى اقليم كوسوفو في صربيا ويكون الاقتصاد بموجب مصلحة الشعب، ومن هذا المنطلق ستكون لنا مناصب ادارية في السلطة الجديدة". ووصف رئيس الحكومة المنتهية ولايتها زوران جيفكوفيتش الاتفاق بين الحزبين الديموقراطي الصربي والاشتراكي بأنه "تأكيد على استمرار العلاقة الحميمة بين كوشتونيتسا وميلوشيفيتش". وكان السفير الأميركي في بلغراد وليام مونتغمري أخفق في اقناع جيفكوفيتش الذي التقاه قبل انعقاد جلسة البرلمان، بالمشاركة في الحكومة، ما دفع السفير الى التزام الصمت حيال لجوء كوشتونيتسا الى حزب ميلوشيفيتش. وشنّ نائب رئيس "الحزب الراديكالي" توميسلاف نيكوليتش هجوماً عنيفاً على طرفي الاتفاق. وقال: "أصبح واضحاً ان الحزب الاشتراكي سيكون ورقة الجوكر التي تساعد الحزب الديموقراطي الصربي في تسلم السلطة، ما يمثل عاراً على الاشتراكيين الذين أتاحوا الفرصة لكوشتونيتسا كي يتجاهل الراديكاليين". ومن جهة اخرى، بدأت محكمة لاهاي محاكمة رئيس برلمان صرب البوسنة خلال الحرب 1992-1995 مومتشيلو كرايشنيك 60 عاماً بتهمة مشاركته في وضع خطط الصرب بالتطهير العرقي والجرائم الاخرى خلال الحرب البوسنية. وكان كرايشنيك عضواً قيادياً في "الحزب الديموقراطي لصرب البوسنة" بزعامة رادوفان كارجيتش منذ تأسيسه عام 1990، وانتخب ممثلاً للصرب في هيئة الرئاسة البوسنية لمدة عامين في 1996. وتم اعتقاله عام 2000 في منزله في بلدة بالي جنوب شرقي ساراييفو من قبل القوات الدولية سفور.