أخفق البرلمان الصربي الذي انتخب الشهر الماضي، في اختيار رئيسه ونوابه ولجانه، في اليوم الأول من جلساته امس، وخيمت عليه الانقسامات نفسها التي حالت دون التوصل الى تشكيل حكومة صربية جديدة. وشارك في الاجتماع 248 نائباً. وغاب عضوان، احدهما فويسلاف شيشيلي رئيس "الحزب الراديكالي الصربي" بسبب اعتقاله لدى محكمة لاهاي، اما الغائب الثاني فكان من "الحزب الديموقراطي الصربي" بداعي المرض. وأدار الجلسات النائب فيليمير سيمونوفيتش من "الحزب الديموقراطي الصربي" الذي تولى رئاسة البرلمان بحكم كونه اكبر الأعضاء سناً. وسيبقى رئيساً موقتاً للبرلمان وفي الوقت نفسه رئيساً للجمهورية بالوكالة "لعدم وجود رئيس للجمهورية منتخب" الى حين انتخاب رئيس للبرلمان. وفاجأ النواب الراديكاليون، رجالاً ونساء، اعضاء البرلمان والمراقبين بدخولهم قاعة الجلسات مرتدين قمصاناً بيضاً مكتوباً عليها "شيشيلي بطل صربي". وتنافس على رئاسة البرلمان مرشحان، احدهما دراغان مارتشيتشانين من "الحزب الديموقراطي الصربي - برئاسة فويسلاف كوشتونيتسا" الذي حصل على 108 اصوات بتأييد نواب حزبه الحاضرين 52 وحزبي: "مجموعة 17" 34 و"حركة التجديد الصربية" 22. والمرشح الثاني غوردانا بوبلازيتش من الحزب الراديكالي 81 نائباً، ولم يحصل اي منهما على الغالبية المطلوبة 126 صوتاً من مجموع 250 نائباً يشكلون اعضاء البرلمان وامتنع عن التصويت 59 نائباً: 37 للحزب الديموقراطي الحكومة المنتهية ولايتها و22 للحزب الاشتراكي برئاسة سلوبودان ميلوشيفيتش الذي انتخب عضواً في البرلمان، لكن حزبه وضع نائباً احتياطياً محله بسبب عدم تمكنه من حضور الجلسات لاعتقاله لدى محكمة لاهاي. وكان الحزب الاشتراكي، اعلن انه سيؤيد مرشح "الحزب الديموقراطي الصربي" لرئاسة البرلمان، إلا انه غيّر موقفه في اللحظة الأخيرة بسبب عدم تمكنه من الحصول على منصب نائب الرئيس او سكرتير المجلس. ويبدو ان "الحزب الديموقراطي الصربي" لا يريد تقديم تنازلات الى الأحزاب الأخرى المعارضة له، لأنه حصل على رئاسة البرلمان الموقتة بصورة تلقائية، كون نائبه فيليمير سيمونوفيتش أكبر الأعضاء سناً سيبقى رئيساً للبرلمان ورئيساً للجمهورية بالوكالة، حتى لو تمّ اجراء انتخابات جديدة. ومن جانبه، توقع نائب رئيس "الحزب الراديكالي الصربي" توميسلاف نيكوليتش، عدم تمكين البرلمان من القيام بمهماته "ما سيتطلب اجراء انتخابات جديدة" في غضون شهرين.