كشفت مصادر في رئاسة الوزراء التركية امس، أن الإدارة الأميركية عرضت على رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان خلال زيارته لواشنطن الأسبوع الماضي، تزويد بلاده 250 دبابة أميركية من طراز "ابرامز" استغنى عنها الجيش الأميركي أخيراً، وذلك في إطار اتفاق التعاون العسكري والاقتصادي الموقع بين البلدين. إلا أن العرض الأميركي جاء مشروطاً بتولي إسرائيل تحديث الدبابات واستبدال محركات "ديزل" بمحركاتها القديمة حتى يتمكن الجيش التركي من استعمالها وذلك في مقابل مليوني دولار عن كل دبابة. لكن أنقرة أبدت اعتراضها على الشرط الأميركي بحجة أن عمليات تحديث الأسلحة في إسرائيل تلاقي رفضاً شعبياً في تركيا وغالبها مكلف جداً وغير مجد. كما أكد عسكريون أتراك رافقوا اردوغان خلال زيارته لواشنطن أن في امكان الصناعة العسكرية التركية القيام بهذه العملية، إلا أنه مع إصرار الجانب الأميركي على شرطه، عرضت أنقرة طرح مناقصة تقدم الشركات الإسرائيلية فيها عروضاً لتحديث الدبابات إلى جانب الشركات التركية، مشيرة إلى أن ذلك هو أكثر ما يمكنها أن تقدمه في هذا الإطار لارضاء المسؤولين الأميركيين. وأشارت مصادر في رئاسة الوزراء ل"الحياة" الى أن اجراء مناقصة من هذا النوع يرجح كفة الشركات التركية ويرفع الحرج عن تركيا أمام واشنطن. من جهة ثانية، ذكرت مصادر عسكرية في الجيش التركي ل"الحياة" ان الولاياتالمتحدة كانت وهبت تركيا عدداً من الدبابات بعد حرب الخليج عام 1991، لأن تكاليف إعادة نقل الدبابات إلى الولاياتالمتحدة بعد انتهاء مهماتها في الخليج أو العراق مكلفة جداً، لذا تفضل وزارة الدفاع الاميركية بنتاغون تركها ك"خردة" للدول الحليفة في المنطقة، ما يفسح في المجال أيضاً أمام شركات الصناعات العسكرية الأميركية لانتاج عدد جديد منها للجيش. يذكر أن الولاياتالمتحدة تستخدم قاعدة انجرليك الجوية جنوبتركيا في عملية استبدال قواتها في العراق، في إطار اتفاق التعاون العسكري والاقتصادي، إلا أن أنقرة ترفض استخدام القوات الأميركية المتجهة إلى العراق القاعدة وتسمح فقط للقوات المغادرة بالمرور، على ألا تقيم في القاعدة لأكثر من ثلاثة أيام فقط. وسبق ان وقعت الصناعات العسكرية الاسرائيلية العام 2002 عقداً بقيمة 668 مليون دولار لتحديث 170 دبابة تركية من صنع اميركي من طراز "ام 60". كما كُلف الخبراء الاسرائيليون اواخر التسعينات، بتحديث 54 طائرة "اف -4" و48 طائرة "ا ف 5" بقيمة 800 مليون دولار.