ألغت رئاسة الأركان التركية صفقة تحديث 170 دبابة من طراز "ام 60" كانت اعطيت لشركات إسرائيلية "من دون اجراء مناقصة". وبررت رئاسة الأركان قرارها المفاجئ بأن معاهدة التعاون العسكري مع إسرائيل لا تلغي أن الأولوية هي دائماً للعرض الأفضل. في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء التركي بولند أجاويد مساء أول من أمس مساء الجمعة أن حكومته قررت بدء مفاوضات شراء وتصنيع مشترك ل145 طائرة مروحية هجومية من طراز "كنغ كوبرا" مع شركة "بيل" الأميركية المصنعة لهذا النوع من المروحيات العسكرية، وذلك في صفقة تبلغ قيمتها نحو 4 بلايين دولار وتم تأجيلها أكثر من مرة. جاء ذلك عقب اجتماع حضره قائد الأركان الفريق أول حسين كفرك اوغلو ووزير الدفاع صباح الدين شاكماك اوغلو وأجاويد بحثوا خلاله في عروض قدمتها ثلاث شركات إحداها "بيل" الأميركية التي فازت بالصفقة، بالإضافة إلى عرض من شركة "مانغوستا" الايطالية وعرض ثالث إسرائيلي - روسي مشترك وضع على قائمة الاحتياط. إذ قال أجاويد إن بدء المحادثات مع الشركة الأميركية لا يعني بالضرورة اتمام الصفقة معها، إذ عليها أولاً أن توافق على الشروط التركية بشأن المواصفات والسعر وشرط التصنيع المشترك واعطاء حق البيع لدولة ثالثة. وفي حال عدم الاتفاق على هذه الشروط أو اعتراض مجلس الشيوخ الأميركي على بيع تركيا تكنولوجيا عسكرية متطورة، فإن العطاء سيتحول إلى العرض الروسي - الإسرائيلي المشترك وطائراته من طراز اردوغان KA-50/52. ولم تخف أنقرة منذ أعلنت حاجتها إلى شراء مروحيات مقاتلة جديدة عام 1996، تفضيلها طائرات "كنغ كوبرا" الأميركية، وهي الجيل الجديد لمروحيات "سوبر كوبرا" التي يمتلك الجيش التركي 100 طائرة منها، وكان لها دور فاعل في التغلب على حزب العمال الكردستاني في حربها معه. إلا أن أنقرة أجلت بت هذه الصفقة لخشيتها من اعتراض مجلس الشيوخ الأميركي عليها بسبب سجل حقوق الإنسان في تركيا، ودفعت أنقرة الشركة الأميركية إلى ممارسة ضغوط على السياسيين الأميركيين، وهو ما جاء بنتيجة. إذ صرح الرئيس الأميركي بداية الشهر الجاري بأن تركيا محاطة بالأخطار وبحاجة إلى تقوية جيشها للدفاع عن نفسها، كما ارسل ثلث أعضاء مجلس الشيوخ رسالة الأسبوع الماضي إلى وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت يؤكدون فيها أنهم لا يمانعون بيع تركيا مروحيات مقاتلة، وكان لذلك أثره في فوز الشركة الأميركية بالعطاء، إلا أن أنقرة تطمح بما هو أكثر، إذ تسعى ضمن استراتيجيتها العسكرية الجديدة، التي تهدف إلى دعم قطاع الصناعة العسكرية والاعتماد على النفس في تطوير صناعاتها الحربية والتوجه مستقبلاً إلى بيع الأسلحة لدول القوقاز وآسيا الوسطى الغنية، إلى استيراد تقنيات عسكرية جديدة وتكنولوجيا حديثة وهو ما لا تبدو واشنطن مستعدة للتجاوب معه. لذلك وضعت أنقرة العرض الإسرائيلي - الروسي على قائمة الاحتياط. يذكر ان هذا العرض يشمل حق التصنيع المشترك والبيع لدولة ثالثة، وكشف كل أسرار تكنولوجيا الطائرة المتطورة. إلا أن أنقرة لا تزال تعلق آمالاً على العرض الأميركي بسبب مزايا طائرة "كنغ كوبرا" المتطورة والتي تهدف أنقرة إلى تزويدها بصواريخ "داندي" الإسرائيلية التي تصنعها شركة "رافائيل". وتخطط أنقرة لتسلم أول 50 طائرة عام 2003، وقال رئيس الأركان كيفرك اوغلو إن موازنة هذه الصفقة اعتمدت منذ ثلاث سنوات، ولن تؤثر في اقتصاد تركيا وخطتها مع صندوق النقد الدولي، على رغم تجاوز ديون تركيا 160 بليون دولار.