أعلن البنتاغون أمس توجيه اتهامات الى عنصرين مفترضين في تنظيم "القاعدة"، احدهما يمني والآخر سوداني، بالتخطيط لارتكاب "جرائم حرب". وهذه أول مرة توجه فيها اتهامات الى أسرى في قاعدة غوانتانامو الأميركية في كوبا. في غضون ذلك، أعاد الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة" ايمن الظواهري تذكير الولاياتالمتحدة وفرنسا بأن ثمة قاسماً مشتركاً يجمعهما هو "التهديد الذي يشكله الارهاب"، بعدما طغى على العلاقات بين البلدين الخلاف في شأن الملف العراقي. راجع ص10 وأغرق الظواهري "سوق الفضائيات" بشريطين صوتيين أمس، في توقيت بدا واضحاً ان الهدف منه الرد على اشاعات سادت أخيراً عن قرب اعتقاله بعد رصد مكانه في غرب باكستان. وتؤكد فحوى الشريطين انهما سجلا الشهر الماضي، على ابعد تقدير، اذ تضمن الشريط الذي بثته قناة "العربية" هجوماً لاذعاً على الرئيس جاك شيراك لقراره حظر الحجاب في المدارس الفرنسية، الأمر الذي ساواه ب"قتل اطفال العراق" و"التنكيل بأسرى غوانتانامو". وجاء الشريط الثاني الذي بثته "الجزيرة" رداً على الخطاب الذي ألقاه الرئيس جورج بوش امام الكونغرس عن حال الاتحاد. وتعمد الظواهري اعطاء إشارة واضحة الى وجوده داخل أفغانستان، وقال مخاطباً بوش: "ان الاوضاع في افغانستان لم تستقر، والا فمن أين نشن، بعون الله وقوته، الهجمات على قواتك وعملائك من قطاع الطرق والخونة، ومن أين نرسل إليكم رسائلنا التي تتحداكم وتكشف أكاذيبكم وافتراءاتكم؟". ولوحظ ان زعيم "الجهاد" المصري شن هجوماً لاذعاً على الرئيس العراقي السابق صدام حسين ووصفه ب"الطاغية" و"العلماني المعادي للاسلام". وفي تهديد مباشر وواضح بمزيد من الهجمات في الولاياتالمتحدة، خاطب الظواهري الرئيس الأميركي، قائلاً: "بوش... حصن أهدافك... شدد إجراءات أمنك، فان الأمة المسلمة المجاهدة التي أرسلت إليك سرية نيويورك وواشنطن، عقدت العزم على ان ترسل لك سرايا في اثر بعضها". الى ذلك، ابلغ مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية في لندن الدكتور هاني السباعي "الحياة" امس، ان الاشاعات التي سرت اخيراً، عن قرب اعتقال الظواهري، سببها ان السلطات الباكستانية اعتقلت قبل ايام، اصولياً مصرياً آخر يدعى خالد الظواهري وسلمته الى الأميركيين، ما أدى الى اختلاط الامر على بعض وسائل الاعلام الاميركية التي وصلت اليها اشاعات عن اعتقال الاخير. تينيت على صعيد آخر، أعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي اي جورج تينيت الكونغرس امس، ان منظمات ارهابية حاولت أخيراً تجنيد طيارين وتجاوز الاجراءات الامنية الجديدة في مطارات اوروبا وجنوب شرقي آسيا والشرق الاوسط. وأضاف ان "القاعدة" لا تزال قادرة على شن هجوم بحجم 11 أيلول سبتمبر، محذراً المشرعين الاميركيين بالقول: "لا تنخدعوا، ان المؤامرات يتم تحضيرها في الخارج لكن هدفها الحقيقي هو الاراضي الاميركية أو أراضي حلفائنا". وفي غضون ذلك، اعتقلت القوات الباكستانية 25 مشتبهاً بهم على الاقل، ونسفت منزلين في هجوم جديد ضد فلول "القاعدة" و"طالبان" المختبئين في مناطق قبلية نائية قرب الحدود مع افغانستان. واعتقلت السلطات الاسبانية جزائريين متهمين بالارتباط ب"خلية هامبورغ" التي لعبت دوراً محورياً في التخطيط لهجمات 11 أيلول. وأفيد ان أحد المعتقلين تولى تزويد رمزي بن الشيبة "العقل المدبر للهجمات" جواز سفر سعودياً مزوراً. وتزامن ذلك مع تأكيد مصادر إستخباراتية ألمانية وأميركية أن المحقّقين الأميركيين حصلوا من الالمان قبل عامين ونصف عام من هجمات 11 أيلول، على رقم هاتف مروان الشحي واسمه الأول، إلا أنهم أخفقوا في ملاحقته. ومعلوم ان الشحي هو أحد منفذي الهجمات.