كشفت السلطات الأمنية السعودية ان الجثة التي عثر عليها مطلع هذا الشهر مدفونة في منطقة صحراوية تبعد 30 كيلومتراً شمال الرياض تعود الى عامر بن محسن بن مريف آل زيدان الشهري 23 عاماً الذي حل في المرتبة ال23 على قائمة المطلوبين للاشتباه بقيامهم بأعمال ارهابية. وبحسب مصدر مسؤول في وزارة الداخلية تم التأكد من اسم صاحب الجثة بعد تحليل الحمض الجيني. وأوضح المصدر ان الشهري اصيب بطلق ناري في تشرين الثاني نوفمبر، في اشتباك بين عناصر ارهابية وقوات الامن، خلال دهم معقل لهم في حي السويدي جنوبالرياض. وتمكنت الجهات الأمنية مطلع هذا الشهر من القبض على بعض المنتمين الى هذه الخلية الذين كشفوا، خلال التحقيقات معهم، تفاصيل اصابة الشهري والمعالجة البدائية لجرحه، ما أدى الى وفاته ودفنه. راجع ص 2 وأفاد المصدر ان الشهري، وفق افادات المعتقلين، "اصيب بطلق ناري أحدث جرحاً نافذاً في الجانب الايسر تحت القفص الصدري، وخرج من البطن، اضافة الى اصابة في اليد اليمنى مما سبب له نزيفاً داخلياً وخارجياً. ونقل من قبل هذه العناصر الذين فروا بعد الاشتباك الى غرفة عزلت بالواح من الفلين لمنع سماع انينه. كما قطع زملاؤه عنه الطعام والشراب، باستثناء بعض السوائل. وعالجوه بوسائل بدائية ادت الى وفاته في الاسبوع الاخير من كانون الاول ديسمبر الماضي. وقرر المتنفذون من العناصر الارهابية عدم تسليمه لأهله، وانما حفر قبر له على طريق الرياض - القصيم، وتم دفنه باستخدام قطع من الخشب ومساواة قبره بالارض لئلا يتعرف عليه احد". وابلغ "الحياة" محسن، والد عامر الشهري انه ادى الصلاة على قبر ابنه امس ملتزماً التعليمات الموجهة اليه. وقال ان ابنه الذي انجب طفلاً عمره الآن 11 شهراً سبق ان سافر الى الجهاد في افغانستان قبل تفجيرات 11 ايلول في الولاياتالمتحدة، وان شقيقه زيدان قتل خلال الهجوم الاميركي على حركة "طالبان". وأفاد الأب ان عامر "اثار حفيظته عندما كان معه في مسكنه في الرياض يتابع احدى القنوات الفضائية ومشاهدته جندياً اميركياً يضرب مواطناً عراقياً. فبكى بحرقة ولعن هذا المشهد الذي يرى فيه عربياً يذل على أرضه"، مشيراً إلى انه بعد افتقاد ابنه كان يتوقع ذهابه الى العراق للمشاركة في عمليات المقاومة ضد الاميركان.