استنسخ المنتمون إلى «خلية الحرازات» التابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي، أساليب أسلافهم المنتمين إلى تنظيم «القاعدة» الإرهابي، في التخلص من رفاقهم، وإن تغلبوا عليهم في الوحشية. فما جرى للمطلوب مطيع الصيعري الذي قتل بطريقة بشعة على يدي رفاقه أعضاء الخلية بعد شكهم في نيته تسليم نفسه إلى وزارة الداخلية، والتخلص من جثته لا يعد سابقة في تاريخ الإرهابيين. ففي نيسان (أبريل) من العام 2004، أصيب المسؤول الميداني عن العمليات الإرهابية شرق الرياض المطلوب راكان محسن الصيخان بطلق ناري في صدره خلال اشتباك مع رجال الأمن، فنقله زملاؤه أثناء فرارهم إلى منزل قيد الترميم في حي السلي المجاور لحي الفيحاء. وتولى ثلاثة منهم لاحقاً نقله إلى موقع آخر في حي السويدي، جنوب غرب العاصمة الرياض. وترك هناك من دون توافر أي رعاية طبية له، وفي اليوم التالي توفي متأثراً باصابته. وأشار مصدر أمني ل«الحياة» حينها، إلى أن قائد خلايا «القاعدة» في السعودية عبدالعزيز المقرن (قُتل لاحقاً)، تولى الإشراف على دفنه في مكان مجهول. وبثت مواقع على الانترنت في أيلول (سبتمبر) من العام 2004، يظهر المطلوب إبراهيم الدريهم (قتل لاحقاً) عملية دفن الصيخان في مكان مجهول وسط الصحراء. ويبدأ الشريط بسرد السيرة الذاتية للصيخان وذهابه إلى أفغانستان في العام 2001 دفاعاً عن حركة «طالبان»، وعاد إلى المملكة تولى دور القائد الميداني لخلايا تنظيم «القاعدة» وأشرف بنفسه على العمليات التي وقعت شرق الرياض. ويظهر الشريط الذي تبلغ مدته ثماني دقائق، الصيخان وهو مسجى على ظهره ومغطى برداء أحمر ومعصوب الرأس والذقن، ثم تنتقل الكاميرا بشكل مفاجئ إلى الصحراء، حيث تظهر مجموعة من الاشخاص الملثمين باستثناء الدريهم، وهم يحفرون القبر، ويرافق ذلك أناشيد دينية. ويظهر الشريط عدداً من الاشخاص يهمون بالحفر، ثم يلاحظ إلى جانب القبر عندما تتضح الصورة مع خيوط الفجر الأولى، وجود قطع من الأخشاب البيضاء والرداء نفسه الذي كان الصيخان مغطى به. ويعتقد ان الأخشاب هي بقايا الصندوق الذي أخفيت فيه الجثة إلى أن وصلت الى الصحراء حيث دفنت. وتجنب المصور إظهار وجوه الاشخاص الذين شاركوا في الدفن وصورهم من الخلف. وبعد الدفن قام شخصان بتسوية سطح القبر بالرمل والحصى كي يصعب التعرف عليه. وتكشفت تفاصيل دفن الصيخان بعدما قبضت أجهزة الامن على ثلاثة أشخاص ممن شاركوا في ترتيب نقل جثته، ومن بين من نقلوه عواد العواد الذي قتل لاحقاً في اشتباك حي المحمدية في الرياض. وما حدث للصيخان تكرر مع المطلوب ناصر راشد الراشد، إذ أوضح المصدر أنه أصيب في حادث الفيحاء «إصابة بالغة في ساقه ما أدى إلى التهاب شديد تطور إلى غرغرينا»، وقام رفاقه ببتر ساقه بطريقة بدائية في أحد أوكارهم، مستخدمين «منشاراً كهربائياً»، فتوفي إثرها وتولى رفاقه دفنه وإخفاء قبره.