استقطبت مدينة مسقط عشرات الآلاف من السياح الذين إتجهوا إلى أماكن إقامة فعاليات "مهرجان مسقط 2004". وأشارت إحصاءات أصدرتها بلدية مسقط، منظمة المهرجان، إلى أن ربع مليون شخص زاروا الفعاليات خلال الأسبوع الأول. حفل الإفتتاح تأخر في اليوم الأول بسبب الأحوال الجوية إذ غطت الأمطار معظم أنحاء السلطنة، ولذلك أقيم الحفل بعد إنطلاق المهرجان بيومين فكان أنيقاً تجلت فيه روعة الكلمة مع ألحان عبدالرب إدريس وأصوات التونسي لطفي أبو شناق والمصرية غادة رجب والعماني سالم العريمي، وصاحب ذلك إيقاعات تراثية وإستعراضات محلية وعربية ودولية أبدعت مع سحر أضواء الليزر والألعاب النارية. وإستقطب المهرجان كل يوم عشرات الآلاف من داخل عمان وخارجها، خصوصاً من الدول الخليجية المجاورة، وإستقبلت حديقة القرم الطبيعية زوارها من الرابعة عصراً ليطوفوا بين قرى نموذجية عدة تحاكي الحياة العمانية التقليدية بدءاً من القرية التراثية التي ترصد ملامح القرية العمانية وأسلوب المعيشة إضافة إلى الحياة البدوية. ويمكن للأطفال ركوب الخيول والجمال والحمير، ويستمتع الزائر بمجموعة من الأكلات التقليدية الطازجة التي تطبخ على مرأى من الزوار. وفي أركان عدة من الحديقة قدمت الفرق الشعبية رقصاتها المتنوعة، تلك القادمة من الصحراء أو من المناطق الساحلية خصوصاً مدينة صور المعروفة بتراثها الشعبي ورقصاتها المميزة. وكان هناك أكثر من مسرح في الحديقة لإحتضان مجموعة الفعاليات، منها المتخصصة في الاستعراضات التقليدية أو في مسرح الطفل. وعلى المسرح العائم أُقيمت الحفلات الفنية، منها تلك التي أحيتها الفنانة لطيفة التونسية بمشاركة كل من حسين الجسمي ومادلين مطر. وعلى ميدان الخوير الواقع بين حيي الوزارات والسفارات أقيم المعرض الدولي الذي يقدم معروضات من دول العالم، إضافة الى مكان للألعاب والمقاهي المنتشرة على اتساع المكان، ساعد في ذلك الطقس الذي تمتعت به مسقط آنذاك. وعلى شاطئ مسقط أقيمت حفلات فنية اسبوعية، بدأت بحفلة لفرقة ميامي الكويتية حضرها أكثر من 60 الف شخص. المسؤولون في بلدية مسقط والقطاع السياحي العماني أبدوا ارتياحاً للحركة السياحية التي شهدت نشاطاً ملحوظاً حيث سجلت الفنادق نسبة إشغال بلغت مئة في المئة في بعض الأيام، في حين شهدت المراكز الحدودية زيادة في حركة دخول البلاد. ويأمل القطاع السياحي في تواصل هذا الإستقطاب تمشياً مع السعي إلى النهوض بهذا القطاع في إطار الناتج المحلي الذي يعاني من هبوط المردود النفطي بسبب مشاكل تقنية مرتبطة بعملية الانتاج. وأعدت دائرة السياحة العمانية إستراتيجية تقوم على أساس إنشاء مناطق سياحية، كما خصصت 11 مليون ريال عماني لدعم الترويج السياحي. في حين أعلنت الحكومة عن إنشاء مطار دولي كبير العام الجاري ضمن خطة خصخصة مطار السيب الدولي، ويتوقع أن يكلف المطار الجديد 250 مليون ريال عماني.