ذكرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية الصادرة صباح أمس ان عدداً من شركاء برلين الأوروبيين أعرب للحكومة الألمانية عن الغضب من الاقتراح الذي قدمه وزير الخارجية يوشكا فيشر في مؤتمر ميونيخ للأمن لاقامة تعاون جديد بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ناتو مع العالم العربي. ونقلت المجلة عن مصادر موثوقة ان الرئيس جاك شيراك ووزير خارجيته دومينيك دوفيلبان شكيا خلال القمة الألمانية الفرنسية التي عقدت الاثنين الماضي في غينسهاغن قرب برلين من أن فيشر "لم يبحث الأمر مع باريس ولم يترك بالتالي مجالاً لتقديم مبادرة مشتركة في هذا الصدد". وأشارت مصادر ألمانية الى أن فيشر "تخلى عن نهج التنسيق المعتاد بين البلدين حتى لا يضطر الى التخفيف من محتوى مبادرته". وأضافت المجلة ان فرنسا واسبانيا قدمتا شكوى أيضاً لسماح فيشر من خلال مبادرته الفردية للولايات المتحدة التي تهيمن على "الناتو" ب"ممارسة تأثير على سياسة الاتحاد الأوروبي في البحر المتوسط المطبوعة تقليدياً من جانب باريس ومدريد خصوصاً". وأشارت الى أن المفوض الأوروبي للسياسة الخارجية والأمن خافيير سولانا لم يطلع بدوره على أفكار فيشر. في شأن اصلاح السياسة الأوروبية إزاء أزمة الشرق الأوسط الا قبل فترة وجيزة من طرحها. وعلى الرغم من أن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد استقبل مبادرة فيشر ببرود في مؤتمر ميونيخ للأمن مكتفياً بالقول ان لدى حكومته ما يكفي من المشاريع، نقلت "دير شبيغل" عن ديبلوماسي أميركي قوله ان الاميركيين رحبوا بما طرحه وزير الخارجية الألماني. واعتبر ان فيشر "اختلس فكرة اميركية فقط وأعاد صياغتها".