كثفت باريس اتصالاتها الأوروبية، فاستقبل وزير الخارجية دومينيك دوفيلبان أمس المسؤول عن السياسة الخارجية والأمنية الأوروبية خافيير سولانا، غداة استقباله نظيره الألماني يوشكا فيشر. ولم تكشف الخارجية الفرنسية تفاصيل اللقاء مع سولانا الذي جاء قبيل توجه دوفيلبان إلى بروكسيل غداً للمشاركة في الاجتماع المخصص لمناقشة معاهدة "مستقبل أوروبا"، واكتفى الناطق باسم الخارجية فرانسوا ريفاسو بالقول إن اللقاء مع فيشر تخلله بحث الوضع في العراق "في اطار نهج التفكير المشترك وغير الرسمي" بين فرنسا والمانيا. ورفض ريفاسو التكهن باجتماع بين دوفيلبان ووزير الخارجية الأميركي كولن باول الذي يتوقف في بروكسيل في طريق عودته من زيارة لأنقرة. والمرجح أن يكون الهدف من هذه الاتصالات التي يضاف إليها اللقاء الذي سيعقده دوفيلبان مع وزير الخارجية البلجيكي لوي ميشيل قبيل اجتماع بروكسيل، السعي إلى ايجاد موقف أوروبي موحد من مرحلة ما بعد الحرب على العراق وتجاوز الانقسام الذي أثارته الأزمة داخل الصف الأوروبي. يذكر أن هذه المسألة نوقشت خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه رئيس الحكومة البريطاني توني بلير مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك، وأظهر "تطابقاً مبدئياً في موقف البلدين حول ضرورة اعطاء الأممالمتحدة دوراً أساسياً في إدارة الشؤون العراقية بعد الحرب". وعما إذا كانت هناك أفكار فرنسية - بريطانية مشتركة لمرحلة ما بعد الحرب، قال ريفاسو: "نأمل ذلك، وهذا سيتضح خلال الاتصالات المقبلة". وفيما رفض ريفاسو الخوض في ما إذا كانت لدى فرنسا أفكار محددة لإدارة الشؤون العراقية، أكد أن الأولوية الآن ينبغي أن تعطى للعمل الإنساني. وقالت مصادر مطلعة إن صيغة إعادة إعمار العراق وإدارة شؤونه متوقفة على الوضع الذي سيكون قائماً على الأرض بعد انتهاء الحرب. وأضافت انه من الصعب الآن التكهن بما سيكون عليه هذا الوضع، وما إذا كانت إعادة الإعمار ستتم وسط أجواء هادئة مثلما حصل في الكويت، أم أنها ستكون محاطة بحرب شوارع. وكانت مصادر أخرى مطلعة أشارت إلى أنه قبل التفكير بالصيغة التي ستعتمد في إدارة الشؤون العراقية، فإن ما يهم فرنسا هو أن يتم بحث هذه المسألة ضمن إطار تعددي وألا تكون محصورة بطرف واحد من دون أن يستبعد احتمال تناول المسألة في إطار مماثل للمؤتمر الذي عقد في بون حول أفغانستان.