تشهد بيروت بين 17 و19 الجاري مؤتمراً دولياً تحت عنوان "العالم الإسلامي وأوروبا: من الحوار الى التفاهم"، ويشارك في تنظيمه المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق ومؤسسة فريدريش ايبرت والمعهد الألماني للأبحاث الشرقية ومركز الدراسات الإسلامية والعلاقات الإسلامية - المسيحية في جامعة برمنغهام. وتحرص هذه المؤسسات على تأكيد الطابع الأكاديمي لطبيعة الحوارات التي ستجرى انطلاقاً من "ان ثمة من يريد استغلاله سياسياً وفكرياً في الخارج"، على ما اوضحت نائبة رئيس المعهد الألماني ليسلي ترامونتيني في اشارة غير مباشرة الى تحرك اللوبي الصهيوني في ألمانيا ضد المؤتمر كون احد الأطراف المنظمة قريباً من "حزب الله". رئيس المركز الاستشاري علي فياض الذي قالت ترامونتيني انه صاحب فكرة المؤتمر، قال في مؤتمر صحافي ان المؤتمر "سيحاول معاينة القيم الأساسية مثل الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان والاستقلال وحق تقرير المصير بهدف رفع مستوى وعي المصطلحات وحساسية استعمالها ومن ثم تطوير نوع من التفاهم يوصل الى لغة مشتركة، ومناقشة القضايا التي تقع في صلب التباينات الدولية الراهنة مثل: الاحتلال والمقاومة والحركات الإسلامية والاستعمار والسيطرة، وتحليل الاتجاهات التي تشكل قاطرة السياسات والعلاقات الدولية لا سيما تلك التي تتمحور حول عسكرة العلاقات الدولية والحرب على الإرهاب، ودراسة حالي العراق وفلسطين كمقاربة تطبيقية لمفاهيم النظام الدولي واتجاهاته". وإذ حرصت ترامونتيني على تأكيد استقلالية المعهد الألماني عن الحكومة الألمانية، تحدثت عن ردود فعل ايجابية في بلادها على المؤتمر "على رغم وجود اصوات معارضة". وقالت ل"الحياة": "ان المعهد كان يرغب بمناقشة "الخوف من الآخر"، لكن لا يمكن الإحاطة بكل شيء في مؤتمر واحد". فيما اكد ممثل مؤسسة "ايبرت" سمير فرح "ان المؤتمر لا يرّوج لأي جهة سياسية إنما يفتح قناة حوارية بين الشعوب". وإذ بقيت الإجابات ناقصة عما يربط منظمين ألمان مع منظمين على علاقة ب"حزب الله" ما عدا ما يمكن ان يكون امتداداً لتقارب بين الجانبين في صفقة تبادل الأسرى، فإن فياض حرص على وصف المشتركين في المؤتمر بأنهم من الذين يؤمنون ب"استراتيجية الحوار". وعلى جدول المحاورين نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ورئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد.