سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خطة طموحة كلفتها بليونا دولار وتضعها على خط المواجهة مع "ايرباص" و"بوينغ". "بومباردييه" تقتحم سوق الطائرات النفاثة دون 135 مقعداً وتطمح ببيع 2700 طائرة ثمنها 120 بليون دولار في 20 سنة
تبت مجموعة "بومباردييه" الكندية، في مدى شهرين من الآن، في خطة طموحة أعدتها للبدء في انتاج طائرات ركاب مدنية نفاثة تراوح سعتها بين 115 و135 مقعداً، وهي خطة سيعني المضي بها قدماً دخول المصنِّع الكندي السوق الدولية لمنافسة كل من "ايرباص" الأوروبية و"بوينغ" الأميركية اللتين تتربعان على عرش تصنيع الطائرات المدنية النفاثة في العالم. يقول جان بول ماكدونالد، نائب رئيس "بومباردييه ايروسبايس" لشؤون الاتصالات ل"الحياة": "أمامنا شهران قبل أن يقرر مجلس الإدارة المضي قدماً في خطتنا لانتاج طائرات الركاب النفاثة من فئة 115 إلى 135 مقعداً. وفي حال اُقر الأمر، فإننا سنباشر الانتاج العام 2008 وستوضع الطائرات الجديدة في الخدمة بعد ذلك بعامين، وهذا يدل على الجدية التي نتعامل بها مع هذه المسألة". وكانت "بومباردييه" انتهزت، في تموز يوليو الماضي، معرض "فارنبوروه 2004" الجوي في ضاحية لندن، للكشف عن عزمها بناء طائرات من عائلة C والتي أكدت انها ستكون منافساً قوياً لطراز "بوينغ 747" الذي مضى على ادخاله الخدمة أكثر من 40 عاماً، وكذلك طراز "ايرباص 320" الذي ادخل الخدمة منذ 25 عاماً. وأشارت حينها إلى أنها تنوي توسيع حصتها من سوق الطائرات المدنية في العالم. وبعد مرور 20 عاماً على دخولها سوق التصنيع الجوي بعد شرائها شركات "كانادير" و"دي هافيلاند كندا" و"شورت براذرس" و"ليرجيت"، تشعر مجموعة "بومباردييه" بأنها باتت جاهزة لخوض غمار المنافسة الدولية على نطاق أوسع. ويقول ماكدونالد: "نحن ثالث أكبر مصنِّع للطائرات المدنية في العالم بعد بوينغ وايرباص، وقد تكون تفصلهما عنا مسافة كبيرة، ولكننا نحتل المرتبة الثالثة ويأتي بعدنا امبراير البرازيلية". وتضم "بومباردييه انك" "بومباردييه ايروسبايس" المتخصصة في انتاج الطائرات، بالإضافة إلى شركة تابعة تعتبر أكبر مورد لأنظمة سكك الحديد في العالم. ويسمح تنوع الدخل في قطاعين متباعدين للمجموعة الأم بموازنة دخلها وامتلاك مرونة مالية ازاء تقلبات السوق الدولية. ويقول ماكدونالد: "لدينا في مجال التصنيع الجوي قطاعان: الأول، قطاع الطائرات الاقليمية ومنها المروحية، وكذلك الطائرات الاقليمية النفاثة من طراز سي آر جي. ونحن أول من ابتكر مفهوم الطائرات النفاثة في التسعينات وسوقناه في أوروبا وأميركا. وخلقنا بذلك سوقاً لهذه الطائرات التي سمحت باستخدام طائرات اقليمية أصغر من مدينة إلى مدينة من دون الحاجة إلى استخدام طائرات كبيرة، وهناك ثلاث طائرات تشالنجر من هذا الطراز: واحدة تتسع ل50 مقعداً والثانية لسبعين والثالثة ل86 مقعداً". أما الطائرات النفاثة المخصصة لرجال الأعمال "فهي تجد اقبالاً كبيراً عليها من قبل رجال الأعمال الأغنياء والشركات والمؤسسات. وتقدم بومباردييه طائرات تناسب كل قطاع أسعار سواء طائرة ليرجيت التي يصل ثمنها إلى سبعة ملايين دولار، أو غلوبال اكسبريس التي تبلغ 40 مليون دولار". حجم المخاطرة بالبلايين وتقدر "بومباردييه" استناداً إلى دراسات أعدتها عن حجم سوق الطائرات النفاثة التي تراوح بين 115 و135 مقعداً، ان العالم سيحتاج إلى 5800 طائرة من هذه الفئة، من الآن وحتى العام 2024 على أن تصل قيمتها إلى 250 بليون دولار. ويقول ماكدونالد: "هذه الطائرات الاقليمية لن تكون مخصصة للطيران من قارة إلى قارة، وما نريد هو أن تكون لدينا القدرة على الاستحواذ على نصف السوق تقريباً أي 2700 طائرة ثمنها 120 بليون دولار. والاتصالات الأولية والتمهيدية التي أجريناها مع الزبائن حول العالم، لا سيما في أوروبا وأميركا، أكدت وجود ترحيب بطراز من هذا القبيل"، ويشير إلى أن 80 في المئة من الطائرات ال5800 سيتم شراؤها بغرض استبدالها بطائرات "أ دي 80" و"دي سي 9" و"فوكر 100" و"بوينغ 737" و"بي ايه 146". وتعد "بومباردييه" تقريرها النهائي عن المشروع الذي ينتظر أن ينجز خلال اليومين المقبلين، تمهيداً لتقديمه إلى مجلس الإدارة في شباط فبراير المقبل، ليصار إما إلى إقرار الخطة أو تأجيلها. وفي حال اقرت "سيتم الإعلان عن الخطوات اللاحقة في معرض لوبورجيه الجوي قرب باريس" مطلع الصيف المقبل. ويقول ماكدونالد: "هل سيكون بوسعنا أن نقدم لزبائننا طائرة تؤمن لهم وفراً مقداره 15 في المئة، في كلفة التشغيل، وليس في سعر الطائرة، استناداً إلى التقدم في التكنولوجيا وفي تصنيع المكونات؟ هذا السؤال يجيب عليه تقريرنا بوضوح، لكن النقطة الأخرى التي نرغب في بلورتها في التقرير المرفوع إلى مجلس الإدارة هي حجم الدعم المالي الحكومي الذي سنحصل عليه لتنفيذ هذا المشروع". وتبلغ كلفة بناء الطراز الجديد بليوني دولار أميركي. ويقول ماكدونالد: "ستأتي 700 مليون دولار من بومباردييه و700 مليون دولار من الموردين الرئيسيين، بالإضافة إلى 700 مليون دولار يتعين أن تقدمها الحكومة سواء في كندا أو الولاياتالمتحدة أو في ايرلندا الشمالية حيث تعتبر بومباردييه أكبر رب عمل محلي". ويضيف: "المناقشات التي أجريناها مع محافظتي كيبك واونتاريو الكنديتين، ومع السلطات الفيديرالية الكندية وكذلك مع السلطات الأميركية كانت ايجابية. ونحن ننتظر عروضها النهائية لإرفاقها بالتقرير. وما لاحظناه أيضاً هو أن الحكومة البريطانية تبدي اهتمامها بالمشروع بشكل مباشرة، ويدرس مستشاروها مع خبراء الطيران توقعات نمو السوق قبل الرد على طلبنا". وكانت أسهم "بومباردييه" انخفضت نتيجة تراجع أرباحها الفصلية منذ الربيع الماضي. ويجيب ماكدونالد، رداً على سؤال عما إذا كانت الحصة التي يتعين على "بومباردييه" توظيفها في حال أمَن الموردون والشريك الحكومي حصتهما: "في 31 كانون الثاني يناير تنتهي سنتنا المالية، وسننظر حينها لنرَ ما إذا كانت السبعمئة مليون دولار موجودة. ولكن يجب الالتفات هنا إلى أن المبلغ لن ينفق دفعة واحدة بل على خمس سنوات". ويضيف: "كل الأموال الحكومية التي ستقدم ستكون قروضاً تحتسب وفق أسعار الفائدة أو العائد. وهي ستسدد كما فعلنا من قبل مع القروض التي حصلنا عليها سابقاً من الحكومة الكندية وأعدناها مع الربح". وتحاول "بومباردييه"، التي ركزت اتصالاتها الأولية على سوقي أوروبا وأميركا الشمالية، مد باب الحوار إلى السوق الشرق أوسطية وشركات الطيران العربية. أما الصين فهناك مفاوضات مماثلة معها. ويقول ماكدونالد: "لدينا 29 طائرة اقليمية بعناها في السوق الصينية، وهو عدد يفوق ما لدى أي شركة تصنيع أخرى منافسة. ونحن حاولنا في الماضي تنظيم مشاريع مشتركة، لكنها إلى هذا التاريخ لم تحقق شيئاً. ولكن شعبة السكك الحديد تعمل في الصين منذ 30 عاماً، وهذا يعني أننا نعرف السوق جيداً". ويبدي ماكدونالد تفاؤله بحظ شركته في النجاح في القطاع الجديد من سوق الطائرات المدنية الذي تريد دخولها، ويقول: "بوينغ وايرباص تنافسان على فئة الطائرات التي تفوق سعتها 150 مقعداً. أما بالنسبة إلى فئة 115 و135 مقعداً، فنحن نشعر بأنهما أهملتا هذه الفئة باستمرار".