كثرت في الآونة الأخيرة الانتقادات الموجهة الى الإعلام العربي عموماً والتلفزيونات الحكومية خصوصاً، وأصبحنا مع كل مطلع شمس نقرأ قصيدة في نقد او مدح هذا البرنامج او ذاك، هذا الإعلامي او ذاك، هذه الإدارة او تلك، رغبة بتطوير ادواتهم او لإفساح المجال امام مواهبهم الدافقة! بعض الكتاب يستحق التقدير، وبعضهم الآخر؟ قرأنا في عدد"الحياة"الصادر بتاريخ 10/12/2004 في ملحق"سينما"... مقالاً بعنوان"حين لا يسمع التلفزيون سوى صوته"لمصطفى علوش، ينتقد فيه ادارة التلفزيون السوري"لعدم الإفادة من خبراته ومن معه من كتاب الزوايا النقدية الفنية والدرامية في الصحف السورية"اثناء إعداد برنامج"ابتسم... نحن معك"ناسياً او متناسياً ان معدّي البرنامج هما سعد القاسم الذي جاء الى إدارة القناة الأولى من إدارة الفضائية السورية وله تاريخ صحافي ونقدي في صحيفة"الثورة"ومجلة"فنون"وغيرها كثير، ونضال زغبور وهو إعلامي وناقد متخصص خريج المعهد العالي للفنون المسرحية - قسم النقد والدراسات المسرحية ويعمل في إعداد وتقديم الحوارات الفكرية والثقافية وصاحب برنامج"مدارات"الأسبوعي على الفضائية السورية. وفي معرض نقده للبرنامج الذي قدم ثاني ايام عيد الفطر"ابتسم... نحن معك"يقول:"تناول البرنامج الكثير من المحطات التي مرت بها الكوميديا السورية عبر الفنانين الذين حملوها واشتغلوا فيها كما تناول الفترة المعاصرة لهذه الكوميديا، فرصد وناقش تجربة"بقعة ضوء"، و"ما في امل"و"مرايا"و"مرزوق على جميع الجبهات"واستعان بآراء عدد من الفنانين السوريين الفاعلين في المشهد الدرامي عموماً بسام كوسا وحاتم علي - لم يشارك - وهشام شربتجي وباسم ياخور ويارا صبري". ويتابع"الناقد"قائلاً:"آراء وتحليلات ووجهات نظر غنية حملها ذلك البرنامج، ولكن ميزته الأوضح انه استمع الى صوت واحد هو صوت التلفزيون والعاملين فيه فلم يستقدم المعد وهم اثنان اي صحافي سوري متابع لمسيرة هذه الكوميديا". ويتابع السيد علوش:"وكان التلفزيون السوري يستبعد عن برامجه هذه معظم الصحافيين المشتغلين في هذا الحقل، وإن فعل فهو يدعو بعض الصحافيين ممن جفت قريحته النقدية ولم يبق منه سوى تاريخ حتى مل المشاهد من تكرار صورة هذا الصحافي او ذاك!! إلا هو بالطبع!؟ نعترف بأصحاب الخبرات ام!؟ ويبدو ان هذه البرامج ستبقى مغرمة باستضافة الفنانين لتزيد نجوميتهم بريقاً! ولتزيدهم تكبراً هل انت في حال تنافس معهم!، لا سيما حينما يغيب الصوت الآخر النقدي عن هذه البرامج قصداً هل انت متخصص اكاديمياً يا سيد؟. والأكيد ان معدي امثال هذه البرامج سيسعدون بسماع الصوت الواحد، ألا وهو صوت التلفزيون ذاته! السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ما الذي يريده السيد علوش!؟ صاحب الاختصاص النقدي كما يقول، من برنامج ناقش كل الأفكار التي استعرضها في مقاله وأي صوت واحد ذاك الذي يدعيه ونحن نحتفل وللعام الثاني على التوالي بالأعمال الكوميدية السورية التي عرضت خلال الشهر الكريم. ثم ألا يحق لنا كعاملين في الحقل الإعلامي والنقدي حتى وإن اختلف معنا البعض او وافقنا، ان نحتفل بنجاح وتألق الدراما السورية وعلى اكثر من صعيد؟ ثم يا سيدي الكريم هي وجهة نظر ليست قطعية ولا جازمة في ما قدم من اعمال وكنا نتوقع منك بعد هذا الجهد الذي سكبته في مقالتك الميمونة ان تقول اصبتم بكذا وأخفقتم بكذا! او لو انكم ركزتم على موضوع واحد! او اعتقد بلغة اهل النقد الأكاديمي على اقل احتمال. ثم من قال لك ان ما يضخ عبر التلفزيون السوري يعبر فقط عن رؤية هذا المدير او ذاك! نحن نتفق في بعض الجوانب ونختلف في اخرى وهذه هي طبيعة العمل الإعلامي والعاملين فيه! لذلك ارجو منك ألا تبخس الناس حقها وأن تتوجه الى معدي البرنامج ولا ان تختتم مقالتك في صحيفة مرموقة نحترمها بالتقليل من شأن الآخرين، وهم ليسوا ضدك! ام هي موجة ركبها البعض وأصبحوا انموذجاً لك ولأمثالك!