بثّت القناة الأولى في التلفزيون السوري برنامجاً ناقش موضوع الكوميديا السورية وكان بعنوان"ابتسم... نحن معك"، أعدّه الإعلامي مدير البرنامج العام في التلفزيون سعد القاسم، وأخرجه سمير معقد. تناول البرنامج الكثير من المحطات التي مرّت بها الكوميديا السورية عبر الفنانين الذين حملوها واشتغلوا فيها. كما تناول الفترة المعاصرة لهذه الكوميديا فرصد وناقش تجربة"بقعة ضوء"، و"ما في أمل"ومرايا العظمة وكوميديا مرزوق على كل الجبهات"واستعان القاسم بآراء عدد من الفنانين السوريين الفاعلين في المشهد الدرامي عموماً، أمثال بسام كوسا وحاتم علي وهشام شربتجي وباسم ياخور ويارا صبري... الخ. وحملت الآراء الكثير من التفاصيل الفنية المتعلقة بالكوميديا السورية وأشكالها المتنوعة. فتم شرح مفاهيم التهريج والكوميديا السوداء وكوميديا الموقف... كما رجع المعد وشريكه، نضال زغبور الى تاريخ هذه الكوميديا، فذكر بعض محطاتها وأعلامها، أمثال دريد لحام ونهاد قلعي وعبداللطيف فتحي وياسين بقوش ونجاح حفيظ، والأدوار والأعمال التي اشتغلوها. آراء وتحليلات ووجهات نظر غنيّة حملها ذلك البرنامج. ولكن ميزته الأوضح أنه استمع الى صوت واحد هو صوت التلفزيون والعاملين فيه. فلم يستقدم المعدّ أي صحافي سوري متابع لمسيرة هذه الكوميديا، ولم يكلف نفسه عناء دعوة أي ناقد فني أو مشتغل في النقد الفني. وأعداد هؤلاء ليست قليلة ومساهماتهم تُغني الصفحات الفنية في الصفحات المحلية والعربية. وما حدث ليس المرة الأولى ولن تكون الأخيرة. وكان التلفزيون السوري يستبعد عن برامجه هذه معظم الصحافيين المشتغلين في هذا الحقل، وان فعل فإنه يدعو بعض الصحافيين ممن جفّت قريحته النقدية ولم يبق منه سوى تاريخه حتى ملّ المشاهد من تكرار صورة هذا الصحافي أو ذاك. ويبدو ان هذه البرامج ستبقى مغرمة دائماً باستضافة الفنانين لتزيد نجوميتهم بريقاً، ولتزيدهم تكبراً لا سيما حينما يغيب الصوت الآخر النقدي عن هذه البرامج قصداً. والأكيد أن معدّي أمثال هذه البرامج سيسعدون بسماع الصوت الواحد، ألا وهو صوت التلفزيون ذاته. بقي أن نذكر ان الموضوعية التي يتحدث عنها الكثير من الإدارات التلفزيونية ما زالت شعاراً مهمته اعلانية فقط.