بدأ المجلس الأعلى للآثار المصرية تطوير وتجديد متحف المجوهرات الملكية التابعة لأسرة محمد علي "مؤسس الدولة الحديثة" في الاسكندرية بكلفة تقدر بنحو 10 ملايين جنيه، ومن المزمع الانتهاء منه أواخر العام المقبل وذلك بهدف زيادة قدرته على استيعاب المزيد من المعروضات الثمينة الموجودة حالياً في المخازن ولم يشاهدها الجمهور حتى الآن، إضافة إلى تنفيذ نظام أمني الكتروني متكامل للمتحف يشمل استخدام الأشعة تحت الحمراء للكشف عن أي جسم غريب داخل المتحف بعد إغلاقه، إلى جانب المراقبة التلفزيونية للحجرات والممرات. يقع المتحف في ضاحية "فليمنغ بزيزينيا" الاسكندرية وهو أكبر المتاحف المصرية إذ يحتل مساحة قدرها 4185 متراً مربعاً، ويعد أغلاها وأثمنها لما فيه من نفائس المجوهرات والحلي التي ازدانت بها صدور أميرات الأسرة المصرية المالكة والتحف التي امتلأت بها قصورهم قرابة قرن ونصف القرن. أقيم المتحف في قصر الأميرة فاطمة الزهراء الذي يُعتبر قطعة معمارية نادرة تمثل الطراز الأوروبي في القرن التاسع عشر. ويعود تاريخه الى العام 1805 عندما تولى محمد علي باشا عرش مصر ليؤسس الأسرة العلوية التي استمر حكمها 137 عاماً. وبعد قيام ثورة تموز يوليو العام 1952 صُودرت تلك المجوهرات ووضعت في خزائن الإدارة العامة للأموال المستردة، ولم يُخرجها من عزلتها سوى تقرير المجالس القومية المتخصصة الذي أوصى بإنشاء متحف خاص لها. واتجهت الأنظار الى قصر الأميرة فاطمة الزهراء إبنة الأمير حيدر فاضل نجل الأمير مصطفى فاضل شقيق الخديوي اسماعيل وصهر القائد إبراهيم باشا العاهل الثاني بعد محمد علي الكبير، وشُيّد قصر والدتها زينب كريمة علي باشا فهمي في الفترة من 1919 - 1923. وتبنت المدرسة التي نفذت ديكورات القصر مبادئ مدرسة "مايكل انجلو" التي تستخدم الألوان الهادئة. يتكون القصر من جناحين: الشرقي عبارة عن قاعتين وصالة يتصدرها تمثال صبي من البرونز عليه لوحة فنية من الزجاج المعشق بالرصاص والمُزيّن بصور طبيعية. أما الغربي فيضم طابقين الأول مؤلف من أربع قاعات والثاني من أربع قاعات أيضاً لكن ملحق بها ثلاثة حمامات كسيت جدرانها بترابيع القيشاني المزخرف. ويربط جناحي القصر بهو في غاية الدقة. وبعد قيام الثورة صُودر القصر، ومنحت الأميرة فاطمة شقة في ضاحية الجيزة شريطة أن تتنازل عن القصر والمجوهرات والمال، وتحول بعد ذلك الى استراحة لرئاسة الجمهورية الى أن تقرر تحويله متحفاً للمجوهرات مطلع السبعينات. يضم المتحف 11 ألفاً و500 قطعة تخص أبناء الأسرة المالكة، منها مجموعة الأمير محمد علي توفيق التي تشمل 12 ظرف فنجان من البلاتين والذهب ونحو 2753 فَصّاً من الألماس البرلنت والفلمنك وحافظة نقود من الذهب المرصّع بالألماس إضافة الى ساعة جيب خاصة بالسلاطين العثمانيين. ومن عصر الخديو سعيد باشا نجد مجموعة من الوشاحات والساعات الذهبية، والأوسمة والقلائد المصرية والتركية والأجنبية مرصعة بالمجوهرات والذهب، ونحو 4 آلاف من العملات الأثرية القبطية والرومانية والفارسية والبيزنطية. ومن أجمل مقتنيات المتحف علبة النشوق الذهبية المرصعة بالألماس والخاصة بمحمد علي مؤسس الأسرة إضافة الى مجوهرات الأميرة سميحة حسن. كما يحوي قسماً خاصاً للهدايا المقدمة الى الملك فاروق. ولعل أول ما يلفت النظر في قاعة الأميرات تاج الأميرة شويكار وهو من أضخم تيجان مجوهرات أسرة محمد علي، إضافة الى قاعة زوجته الملكة فريدة ومن مقتنياتها التاج المصنوع من الذهب والبلاتين والمرصع ب 1506 قطع من الألماس مع قرط من البلاتين مرصع ب139 قطعة ألماس، ومجموعة من الأقراط المرصعة بالألماس والياقوت والزبرجد والزمرد. وقال مصدر مسؤول في المجلس الأعلى للآثار المصرية إنه سيُعاد ترميم الحوائط والاسقف، وصيانة اللوحات الفنية الموجودة على الجدران، وحفظها لتأمينها في مكانها لحين الانتهاء من الترميم، وذلك بالتعاون مع متخصصين من المجلس الأعلى للآثار. وستجدد الواجهات الخارجية للقصر مع تشييد سور خارجي.