مجوهرات أسرة محمد على باشا التى صادرتها ثورة 23 يوليو 1952م، والتي طالما زيّنت أعناق وصدور وسواعد وآذان أميرات الأسرة التى حكمت مصر طوال 147 عامًا، سوف يتم عرضها قريبًا داخل أحدث فتارين العرض المزودة بأنظمة إضاءة حديثة، والمؤمنة إلكترونيًا ضد الحريق والسرقة، وذلك بمتحف المجوهرات الملكية، الذي يقوم خبراء أثريون مصريون في الوقت الراهن بوضع اللمسات النهائية له تمهيدًا لافتتاحه بمدينة الإسكندرية في وقت متزامن مع احتفالات الإسكندرية بعيدها القومي المقبل. متحف المجوهرات الملكية. الذي اتخذ قصر الأميرة فاطمة (ابنة الأمير حيدر فاضل، نجل الأمير مصطفي فاضل، شقيق الخديوي إسماعيل) يعد قطعة معمارية نادرة تمثل الطراز الأوروبي في القرن التاسع عشر، مقرًا له، خضع لمشروع تطوير لمدة تزيد على ثلاث سنوات بتكلفة إجمالية تقدر بنحو خمسين مليون جنية، تضمن أعمال ترميم معماري دقيق لمبنى وقاعات المتحف بهدف إعداده للزيارة السياحية طبقًا لأحدث سيناريوهات العرض المتحفي. مقتنيات المتحف محتويات المتحف من نفائس المجوهرات والحلي والتحف التى امتلأت بها قصور أسرة محمد على، يعود تاريخها إلى عام 1805م، العام الذي تولى فيه محمد على باشا عرش مصر، وكان حلمه أن يجعل من مصر مملكة مستقلة عن الإمبراطورية العثمانية، وهو الحلم نفسه الذي داعب خيال حفيده إسماعيل الذي أراد لمصر أن تكون قطعة من أوروبا،.. ولقد غلب على حكام أسرة محمد على الذين توالوا على عرش مصر حب اقتناء التحف الثمينة من مجوهرات وحلى ومشغولات ذهبية أبدعها الفنانون المصريون لتزدان بها صدور الأميرات في قصورهن التى شهدت صخب حفلات التتويج الملكية والمناسبات الرسمية. من مقتنيات المتحف 11 ألفا و500 قطعة أثرية فنية منها علبة النشوق الذهبية المرصعة بالماس والخاصة بمحمد على مؤسس الأسرة، وسيف التشريفة الخاص به والمصنوع من الصلب على شكل رأس ثعبان وبه ستمائة ماسة.. ومن محتويات المتحف مجموعة الأمير محمد على توفيق، وتضم 12 ظرف فنجان من البلاتين والذهب فيها 2753 فصًّا من الماس البرلنت والفلمنك، وكيس نقود من الذهب المرصع بالماس، وساعة جيب على المينا رسم لجامع من الذهب الخالص وست كاسات من الذهب مرصعة ب 977 فصًّا من الماس. وبالمتحف مقتنيات من عصر الخديوي سعيد باشا بها مجموعة من الوشاحات والساعات الذهبية، والأوسمة والقلائد المصرية والتركية والأجنبية، وهي مرصعة بالمجوهرات والذهب الخالص، وعملات أثرية قبطية ورومانية وفارسية وبيزنطية عددها 4 ألاف قطعة. ويضم المتحف أيضًا من مجوهرات الأميرة سميحة سوارًا من الذهب مرصّعًا بالماس الفلمنك، وتزين المتحف مجموعة من الصور الملونة بالمينا في أطر من الذهب للخديوي إسماعيل وزوجاته وكريماته وأولاده. أما المتحف الذي اتخذ من قصر الأميرة فاطمة مقرًا له فيعد من أجمل المتاحف وأروعها وأكبرها (تبلغ مساحته 4185 مترًا مربعًا)، كما يعد في ذاته متحفًا لفنون العمارة الأوروبية فقد قام بتصميمه وتنفيذه على الطراز الأوروبي مهندسون وفنانون إيطاليون وفرنسيون وبلجيك، وقد استلهموا في تصميمه وفي ديكوراته مبادىء مدرسة مايكل أنجلو التى تستخدم الألوان الهادئة. ويتكون المتحف من جناحين؛ الجناح الشرقي عبارة عن قاعتين، وصالة يتصدرها تمثال صبي من البرونز ولوحة فنية من الزجاج الملون المعشق بالرصاص والجناح الغربي يتكون من طابقين الأول به أربع قاعات، والثاني به أربع قاعات ملحق بها ثلاث حمامات كسيت جدرانها بتربيع القيشاني المزخرف. ويربط بين جناحي القصر بهو بديع، ويذخر القصر بلوحات فنية من الزجاج الملون والمعشق عليها رسوم قصص لمشاهد تاريخية أوروبية الطراز ورسوم تجسد قصة روميو وجوليت، ورسوم أخرى تجسد مراسم زواج صاحبة القصر، ونوافذ المتحف مزينة بلوحات فنية من الزجاج الملون المعشق وأرضياته مغطاة بأخشاب الورد والجوز التركي. روائع وكنوز ومن روائع المقتنيات بالمتحف التي تخص أسرة الملك فؤاد الأول وابنه الملك فاروق مقلمة من حجر اللازورد مثبت عليها من الخلف نموذج لكوبري قصر النيل من الذهب، وقد كانت مقدمة للملك فؤاد الأول بمناسبة افتتاح الكوبري بعد توسيعه وتطويره في يونيو عام 1933م، وتاج من البلاتين المرصع بالماس وحبات اللؤلؤ كان يخص الأميرة شويكار الزوجة الأولى للملك فؤاد، وطقم شاي من الذهب مكون من 13 قطعة محلى بزخارف نباتية وعلى كل قطعة الحرفان الأولان من اسم الملك فاروق والملكة فريدة ويعلوهما التاج الملكي. كما سيعرض بالمتحف من روائع المقتنيات طاقم حلى يتكون من عقد وقرط وثلاث أساور وخاتمين تم تصميمه على الطراز الهندي وهو مرصع بالماس والياقوت الأحمر وحبات اللؤلؤ كان يخص الملكة ناريمان الزوجة الثانية للملك فاروق، وتاج من الذهب والبلاتين مرصع بالماس من مجموعة الملكة فريدة الزوجة الأولى للملك فاروق وكاسان من الذهب على كل منهما رسوم بالمينا لمناظر سياحية مصرية أحدهما خاص بالملك فؤاد والأخرى للملك فاروق، وأيضًا بعض الحلي الخاصة بالأميرة فوزية ابنة الملك فؤاد، وبعض الأدوات المكتبية الخاصة بالملك فاروق، وبعض الهدايا التى أرسلت إليه من شاه إيران منها شطرنج من الذهب والماس. السر في الباخرة المحروسة والسؤال المطروح في هذا السياق والذي يطرحه دائمًا المتشككون في أن الملك فاروق آخر ملوك أسرة محمد على بعد خلعه وخروجه من الإسكندرية بناءً على طلب ضباط ثورة 23 يوليو 1952 قد خرج خالي الوفاض من كل ما كان يمتلكه من مجوهرات وذهب وماس هو: ما الذي كان بداخل صناديق المشروبات الروحية التى طلب الملك فاروق المخلوع أن يصطحبها معه ووافق ضباط ثورة يوليو على طلبه هذا وعلى وجوههم ابتسامات ساخرة حاولوا إخفاءها؟. ما يقوله هؤلاء المتشككون يجد تأكيدات له في الكتب الأجنبية التى تناولت حياة الملك فاروق ومنها كتاب "فاروق ملك مصر: حياة لاهية وموت مأساوي" للكاتب الامريكي "وليم ستاديم" الذي ذهب في كتابه إلى أن الملك فاروق خدع ضباط ثورة يوليو الشباب عندما جعلهم يشرفون على نقل صناديق المشروبات الروحية المخبأ بداخلها كنوز المجوهرات والذهب فوق ظهر مركب المحروسة التى حملته إلى إيطاليا..