بعد ثلاث سنوات من الإغلاق، يعود متحف المجوهرات الملكية في الإسكندرية لعرض نفائسه الفريدة من مقتنيات الأسرة العلوية، بعدما افتتحه وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي، معلناً أن المتحف سيفتح أبوابه للزائرين مجاناً حتى نهاية الشهر الجاري، دعماً لحركة السياحة المحلية والعالمية الوافدة إلى مصر. وأغلق المتحف الذي يقع في منطقة زيزينيا الراقية، عقب تبعات الانفلات الأمني التي لحقت بثورة 25 يناير 2011، اذ تعطلت أجهزة الأمن بسبب دخان استراحة محافظ الإسكندرية التي أحرقها المتظاهرون أثناء الثورة. والمتحف الذي يضم مقتنيات الأسرة التي حكمت مصر، بدءاً من محمد علي باشا حتى فاروق الأول، أقفل في وجه السياح، كإجراء احترازي لمنع سرقته. وتضمنت ورشة إعادة تأهيل المتحق الذي يضم 11 ألفاً و500 قطعة ثمينة، صيانة النقوش الجدارية ورسوم السقف التي تعود لطراز الباروك (عبارة عن تابلوات ضخمة من الحكايات الفرنسية في العصور الوسطى تم ترميمها وصيانتها)، إضافة إلى إعادة تجديد سيناريو العرض المتحفي وتثبيت بطاقات شارحة لمقتنياته. كما زودت منظمة اليونسكو المتحف بكاميرات ذات تقنية للمراقبة. ويتضمن المتحف اكثر من 900 قطعة مجوهرات نادرة كانت من مقتنيات الملوك والامراء، من أسرة محمد علي باشا التي حكمت مصر منذ عام 1805 وحتى سقوط الملكية في مصر في عام 1952. وصادرت السلطات الجمهورية في مصر هذه المقتنيات بعد الاطاحة بالملكية، وعرضتها في ما بعد في القصر الذي اقامت فيه الاميرة فاطمة الزهراء ابنة شقيق الخديوي اسماعيل الذي حكم مصر بين العامين 1863 و1879. وكان المتحف فتح ابوابه عام 1986 أمام الزيارات السياحية، ومن ثم اغلق بعد 17 سنة لتنفيذ أعمال ترميم القصر، واستمرت عملية الترميم سبع سنوات، وأعيد افتتاحه عام 2010 وسرعان ما اقفل مجدداً اثر اندلاع ثورة 25 يناير. ومن أبرز ما يتضمنه المتحف قطعة تعود الى محمد علي باشا، وهي علبة نشوق ذهبية مرصعة بالماس، وهي من أقدم مقتنيات المتحف، الى جانب سيفه المصنوع من الصلب على شكل رأس ثعبان، والمرصع بستمئة قطعة من الماس. ومن القطع البارزة ايضاً أغراض للملك فؤاد الاول (1868-1936)، والد الملك فاروق (1920-1965) آخر ملوك مصر، وخصصت لها ثلاث قاعات في المتحف. ومن مقتنيات الملك فاروق لعبة تصدر أصواتاً «خشخيشة» تعود الى طفولته وهي مصنوعة على شكل التاج الملكي من البلاتين المرصع والزمرد والياقوت، وبداخلها كرات صغيرة من الذهب ولها يد من العقيق. ومن مقتنياته ايضاً العصا المارشالية المصنوعة من الابنوس والذهب، وكذلك رقعة شطرنج من الذهب المرصع بالماس، وطبق من العقيق مهدى من قيصر روسيا. ويعرض المتحف ايضاً تاجاً للملكة فريدة (1921-1988) زوجة فاروق، وهو مصنوع من الذهب والبلاتين وترصعه 1506 قطع من الماس، وتزينه اقراط من الزمرد والعقيق وغيرها من الاحجار الكريمة. ويقام المتحف على مساحة تتجاوز اربعة آلاف متر في قصر الاميرة فاطمة الزهراء المبني في عام 1919 على الطراز الأوروبي. وفيما ترتبط بعض عهود حكم الأسرة العلوية في أذهان المصريين بالهوة الكبيرة بين الاجواء الملكية واجواء عامة الشعب، ستكون الأجواء الملكية في المتحف متاحة للمصريين مجاناً حتى منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.