افتتحت عقيلة الرئيس المصري السيدة سوزان مبارك متحف المجوهرات الملكية في مدينة الإسكندرية بعد تطويره وتأهيله لاستقبال الزوار، وتفقدت أقسام المتحف المختلفة، معبرة عن سعادتها بوجود هذا الصرح الذي يعد تحفة رائعة تمثل الطراز الأوروبي في القرن ال19 بعد الانتهاء من أعمال الترميم وعرض القطع الأثرية وفق سيناريو عرض متضمناً أحدث ما توصل إليه من تكنولوجيات العرض المتحفي. وأوضحت المدير العام للمتحف منى رمضان أن أعمال الترميم استمرت على مدار خمس سنوات بكلفة 50 مليون جنيه مصري (أكثر من تسعة ملايين دولار) شملت النواحي المعمارية الدقيقة، كما تم تغيير أسلوب الإضاءة والحماية الالكترونية ضد السرقة والحريق وتغيير أساليب عرض المجوهرات بإضافه تكنولوجيا حديثة تتوافق مع العصر من خلال فتارين ضخمة تتناسب مع القيمة الفنية للمعروضات. وشملت أعمال الترميم إعادة الرونق إلى قطع المجوهرات لإظهار جمالها الحقيقي كما تم تزويد المتحف بمكتبة وكافيتريا ومعمل للترميم مزود بأحدث الأجهزة العلمية إضافة إلى قاعة محاضرات. ويضم المتحف 11 ألفاً و500 قطعة ثمينة تخص أبناء الأسرة العلوية من حكام مصر. أول ما يلفت النظر تاج الأميرة شويكار، وتاج الملكة فريدة من الذهب والبلاتين ومرصع ب 1506 قطعة من الألماس، إضافة إلى مجموعة من الأقراط المرصعة بالألماس والياقوت والزبرجد والزمرد. وطبق العقيق الخاص بالملك فاروق الذي يعد تحفة نادرة تحكي جزءاً من تاريخ روسيا القيصرية ولا يعلم أحد كيف دخلت إلى مصر. ويحتوي المتحف على طاقم قهوة وزنه 25 كيلوغراماً من الفضة من النوع الفرنسي، أهدته شركة القناة العالمية لمحمد سعيد باشا، كما يحتوي على مجموعة الأمير محمد على توفيق التي تضم 12 فنجاناً من البلاتين والذهب، و2753 فصاً من الماس البرلنت والفلمنك وكيس نقود من الذهب المرصع بالألماس، و6 كؤوس من الذهب مرصعة ب 977 فصاً من الألماس... ومن أجمل مقتنيات المتحف علبة النشوق الذهبية المرصعة بالألماس (لا تقدر بثمن)، وتعود إلى محمد علي، مؤسس الأسرة والشطرنج الخاص به، اضافة إلى فناجين مرصعة بالألماس والياقوت ويحتوي الفنجان الواحد على 229 ياقوتة و29 قطعة من الألماس. وصينية أوجيني الشهيرة التي أهديت للخديوي إسماعيل في افتتاح قناة السويس، ويقدر ثمنها بأكثر من 15 مليون دولار وهي من الذهب الخالص ومرصعة بالألماس والياقوت والزمرد. كما يتضمن المتحف لوحات زيتية لأفراد الأسرة العلوية بينها لوحة استقبال محمد على باشا للسفراء الأجانب في قصر رأس التين والتي تعد من أندر اللوحات في العالم للفنان ديفيد روبرتس. ويقع متحف المجوهرات في منطقة زيزينا في الإسكندرية على مساحة 4185 متراً مربعاً. وكان يؤول إلى الأميرة فاطمة الزهراء إحدى أميرات الأسرة المالكة. شيد المتحف عام 1923على الطراز الأوروبي، ويعد «الأغلى والأثمن في مصر لما فيه من نفائس المجوهرات والحلي التي ازدانت بها أميرات الأسرة المصرية والتحف التي امتلات بها قصورهم. وتأخذ الديكورات الداخلية للقصر بالألباب، إذ تم نقش الأسقف والحوائط إما بألواح من خشب البلوط، أو تابلوهات ضخمة من الحكايات الفرنسية في العصور الوسطى. وتمت كسوة جميع الطرقات والحمامات بقطع من البورسلين من انتاج سيفري الفرنسي الفاخر، منقوشة بصور من حكايات لافونتين. عندما صودرت أملاك الأميرة عقب ثورة تموز (يوليو)1952، سمح للأميرة بالاقامة في القصر حتى عام 1964 ثم تنازلت عنه للحكومة المصرية وتحول إلى متحف المجوهرات الملكية.