تراجعت اسعار النفط امس الاربعاء قبل صدور بيانات المخزون الاميركي الاسبوعية، وسط توقعات بأن تظهر الارقام كفاية من مخزونات المشتقات لفصل الشتاء. وعلى خلفية تلك التوقعات تراجعت اسعار نواتج التقطير في السوق، وتبعتها اسعار الخام. كما ان المخاوف من مشاكل الانتاج في بحر الشمال تراجعت، بعدما عاد حقل بريطاني الى انتاج 40 الف برميل يومياً، في حين لا يزال 200 الف برميل يومياً من النروج متوقفة بعد تسرب غاز في احدى المنصات النفطية. وعند الظهر تراجع سعر خام القياس الاوروبي"برنت"في بورصة النفط الدولية في لندن 41 سنتاً الى 45.10 دولار للبرميل تسليم كانون الثاني يناير المقبل. وتراجع سعر الخام الاميركي الخفيف 20 سنتاً الى 48.93 دولار للبرميل. وذكرت وكالة"اوبكنا"ان سعر"سلة اوبك"ارتفع اول من أمس الثلثاء الى 39.77 دولار للبرميل من 39.46 دولار الاثنين. الا ان احتمالات زيادة البرد في نصف الكرة الشمالي تجعل سوق النفط قلقة، حتى مع زيادة المخزونات الاسبوعية لدى اكبر مستهلك للطاقة في العالم. اذ تظل نسبة المخزونات من المشتقات في الولاياتالمتحدة اقل مما كانت عليه العام الماضي بنحو 16 في المئة. وقال المحلل في"باركليز كابيتال"كيفن نوريش:"الشتاء يلعب دوراً مهماً ولم نصل بعد الى ذروة الطلب الشتوي على النفط". وارتفعت الاسعار نحو 50 في المئة منذ كانون الثاني الماضي، وهي الان تقل نحو ستة دولارات عن مستواها القياسي في اواخر تشرين الاول اكتوبر. وتتطلع الاسواق الى اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط"اوبك"في القاهرة في العاشر من الشهر الجاري لمناقشة سياسة الانتاج. ومع استمرار تراجع سعر الدولار، وهو عملة تقويم النفط في السوق الدولية، يُخشى ان تعمل المنظمة للحفاظ على اسعار مرتفعة لتعويض التدهور في قيمة عائدات الدول المصدرة. ويطالب بعض اعضاء"اوبك"، خصوصاً ايران، بضرورة الالتزام بحصص الانتاج، فيما اعرب رئيس المنظمة بورنومو يوسيجانتورو عن توقعه بانخفاض الطلب على النفط في الربع الثاني من السنة المقبلة، وبالتالي فان على"اوبك"التحسب لذلك. ورأى وزير الطاقة القطري عبدالله العطية ان سعر 30 دولاراً لبرميل النفط يُعد سعراً عادلاً، وقال مسؤول ايراني ان سعراً بين 50 و70 دولاراً للبرميل لن يكون مرتفعا اكثر من اللازم في ضوء ضعف الدولار. الا ان اكبر مسؤول عن الطاقة في نيجيريا ادموند دوكورو قال في"منتدى عن النفط والغاز في افريقيا"في هيوستن ان"رغبة ايران في بقاء اسعار النفط عند مستوياتها القياسية في الآونة الاخيرة، او فوقها خطر على الاقتصاد الدولي، ومن ثم تكون ضارة بالدول المصدرة للنفط". وقال مستشار الرئاسة النيجيرية لشؤون النفط انه سيشعر بارتياح لو راوحت اسعار مزيج النفط الخام"برنت"بين 35 دولاراً و40 دولاراً.