ارتفعت اسعار النفط امس الثلثاء الى مستويات قياسية جديدة مع استمرار قلق السوق من احتمال نقص الامدادات، وقوة الطلب الاميركي على الخام مع تعطل نحو ثلث انتاج منطقة خليج المكسيك بعد ثلاثة اسابيع من اعصار ايفان. وعند ظهر امس ارتفع سعر خام القياس الاوروبي"برنت"في بورصة النفط الدولية في لندن 74 سنتاً الى 46.93 دولار للبرميل تسليم تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وارتفع سعر الخام الاميركي الخفيف 75 سنتاً الى 5066 دولاراً للبرميل. وذكرت وكالة"اوبكنا"ان سعر"سلة اوبك"استقر اول من امس الاثنين عند 43.28 دولار للبرميل من دون تغير يُذكر عن 43.29 دولار الجمعة. وقال الاقتصادي في"ميتسوي بوسان فيوتشرز"في طوكيو تيتسو ايموري:"يتعافى الانتاج الاميركي ببطء بعد اعصار ايفان، والناس قلقة من انخفاض المخزون من الخام والمشتقات قبل الشتاء، وتراقب السوق الاوضاع في نيجيرياوالعراق، ومع انتاج اوبك باقصى طاقتها سيقلب اي توقف لانتاج نيجيريا او العراق معادلة العرض والطلب، انه وضع خطير". وقال متعاملون"ان عوامل أساسية وفنية دعمت ارتفاع الاسعار الذي بلغت نسبته 54 في المئة منذ بداية السنة لمزيج"برنت". وعلى صعيد الاسعار كذلك، خفضت السعودية أسعار البيع الرسمية لمعظم خاماتها النفطية الى اوروبا والولايات المتحدة في تشرين الثاني بما يراوح بين 0.55 دولار و 2.30 دولار للبرميل. وفي الامارات، خفضت شركة بترول أبوظبي الوطنية"أدنوك"سعر البيع الرسمي لخام"مربان"الرئيسي لمبيعات ايلول سبتمبر الماضي بواقع 1.70 دولار الى 39.85 دولار للبرميل. توقع انخفاض الاسعار من جهته، قال رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط"اوبك"بورنومو يوسجيانتورو انه يتوقع أن تهبط أسعار النفط الى أقل من 40 دولاراً للبرميل في الربع الاول من السنة المقبلة اذا تلاشت المخاوف في شأن الاستقرار في الدول المنتجة. واضاف:"سيبقى الطلب في الربع الاول قوياً لكنني أتوقع أن أسعار النفط ستنخفض اذا أزلنا العوامل غير الاساسية مثل الوضع في الشرق الاوسط، وخصوصاً في العراق". الا ان وزير النفط الاماراتي عبيد الناصري حذر من ارتفاع حاد في اسعار الخام في حالة حدوث ازمة انتاج جديدة في المدى القصير، خصوصاً ان دول"اوبك"تنتج بأقصى طاقتها حالياً. وقال الناصري في تصريحات صحافية في ابوظبي:"تتركز التحديات التي تواجه المنتجين حالياً على ضرورة زيادة طاقة الانتاج لتلبية الطلب المتزايد، خصوصاً من الدول النامية". واكد ان دول المنطقة"توظف استثمارات جديدة في قطاع النفط لزيادة طاقة الانتاج لاستخدامها في حالة الازمات، او زيادة الطلب على النفط في المديين المتوسط والبعيد". وارجع وزير المال البحريني عبدالله سيف الزيادة في الطلب على النفط الى انتعاش الاقتصاد الدولي، وقال في كلمة ألقاها في واشنطن نيابة عن المجموعة العربية أمام الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين:"كانت محصلة ذلك كله زيادة الضغط على أسعار النفط التي ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة". ولفت إلى ان الدول المصدرة للنفط، خصوصاً العربية، عمدت إلى زيادة الإنتاج للمحافظة على الأسعار في الحدود المتفق عليها. وفي جانب المستهلكين قال رئيس قسم الشؤون النقدية في المفوضية الاوروبية كلاوس رغلينغ ان التأثير الاقتصادي السلبي لارتفاع اسعار النفط سيكون محدوداً، وان قوة المناخ الاقتصادي الدولي نجحت حتى الان في تعويض هذا التأثير بل وتجاوزته. واضاف رغلينغ في مؤتمر صحافي:"ان زيادة قدرها عشرة دولارات في اسعار النفط تعني تراجعاً في النمو بنسبة ثلاثة ارباع نقطة مئوية على مدى سنتين، وايضاً ارتفاع التضخم بنحو 0.6 في المئة في الفترة نفسها".