أعلن صندوق الأممالمتحدة للطفولة "يونيسف" ان ثلاث مصائب رئيسة تواجه أطفال العالم وتسرق براءة طفولتهم وهي: الفقر ومرض نقص المناعة المكتسبة "ايدز" والنزاعات المسلحة. جاء ذلك ضمن تقرير "يونيسف"، السنوي عن "حال اطفال العالم" الذي أطلقته أمس المديرة التنفيذية ل"يونيسيف" كارول بيلامي في العاصمة البريطانية لندن. وركز التقرير على التحديات الثلاثة التي تعرض مستقبل نصف أطفال العالم للخطر، فكان عنوان التقرير المفصل "الطفولة في خطر" تذكيراً بمعاناة نحو بليون طفل حول العالم من أصل بليونين و183 مليون طفل. وفي حديث خاص مع "الحياة"، صرحت بيلامي بأن "حكومات العالم مسؤولة أمام شعوبها عن هذه المآسي"، مشيرة الى ان الفقر و"الايدز" والحروب "تهدد الطفولة. وأوضحت ان "التقرير يتحدى الحكام لفعل المزيد"، مضيفة ان "البعض يهمل الأطفال أو يعمل ضد الطفولة". وأكدت بيلامي ان التحديات المعرّفة في التقرير "يمكن الحد من تأثيرها في الأطفال، فعلى سبيل المثال يمكن الاستثمار في خدمات خاصة لخفض نسبة الأطفال الذين يعيشون في حال فقر شديد". وحثت المجتمعات المدنية على مخاطبة حكوماتها "ومطالبتها باستثمار المزيد في مستقبل الأجيال المقبلة". وذكرت بيلامي ب"الأهداف الانمائية الألفية" التي أقرتها كل الدول الأعضاء في الأممالمتحدة، قائلة: "جميع الاعضاء تعهدوا حماية الأطفال في مؤتمر الألفية واعطاءهم فرص أفضل". وأضافت: "على المسؤولين معرفة تقصيرهم تجاه هذه التعهدات، وعلى المواطنين معرفة هذه التعهدات ومحاسبة حكوماتهم". وكانت الأممالمتحدة حددت عام 2015 لتحقيق هذه الأهداف ومن بينها القضاء على الفقر المدقع والجوع، وتعميم التعليم الابتدائي وتعزيز المساواة بين الجنسين وتخفيض معدل وفيات الأطفال. الا ان تقرير "يونيسف" يبين صعوبة تحقيق هذه الأهداف، اذ يعيش بليون طفل في حال فقر شديد وما زالت آثار مرض "الايدز" والحروب تعرقل استقرار ملايين الأطفال حول العالم. وأوضحت بيلامي ان "الأممالمتحدة حددت العام المقبل موعداً لتحقيق هدف تعميم المساواة بين الصبيان والبنات ولكن من الواضح ان هذا غير ممكن ولكن بامكان العالم الاقتراب من تحقيقه". وتابعت: "90 دولة تسير في الاتجاه الصائب لتحقيق هدف تخفيض معدل وفيات الأطفال لكن 98 تفشل". وشددت على ان "سبل تحقيق هذه الأهداف معروفة ويجب التطبيق الآن". وعن الشرق الأوسط، قالت بيلامي: "من الايجابي ان معدل وفيات الأطفال دون الخامسة انخفض بنسبة 30 في المئة، لكن السودان واليمن وجيبوتي تنقل المعدل لأن الوفيات عندها عالية". وأشادت "بدول الخليج لأن الاحصاءات عن الاطفال عموماً جيدة". ولكنها أردفت قائلة ان "الفرق بين مستويات تعليم البنات والصبيان في الشرق الأوسط شاسع ويجب التقارب بين الجنسين". وخلال السنوات العشر الماضية، وهي فترة رئاستها ل"يونيسف"، رأت بيلامي "ان حكومات عربية عدة نشطت في مجال رعاية الاطفال مثل الجزائر ومصر والمغرب وتونس وسورية". وأضافت: "منطقة الشرق الأوسط شهدت استثماراً لا بأس به في مستقبل الأطفال لكن ما زالت هناك بعض الثغرات يجب الانتباه اليها". وشرحت ان "التحديات الأساسية تواجه الأطفال العرب في دول تواجه صعوبات اقتصادية وعدم استقرار مثل السودان". وأضافت: "بعض الدول الأكثر تقدماً اقتصادياً، تواجه قضايا تخص التفرقة بين الصبيان والبنات في مجالات عدة، أهمها التعليم". وشددت على ان "وضع الأطفال في الشرق الأوسط تحسن خلال السنوات العشر الماضية ولكن لا يجب على الحكام الاكتفاء بذلك فقط، بل يجب فعل المزيد تجاه أطفال شعوبهم والطريق ما زال طويلاً". ولفتت بيلامي الى الصعوبات التي يشهدها أطفال العراق، قائلة: "خلال السنوات العشرين شهد العراق تدنياً في مستويات معيشة أطفاله ولم تأتِ هذه المشكلات فقط مع هذه الحرب الأخيرة، فهذه الحرب الثالثة خلال أكثر من عشرين عاماً". وأوضحت ان في عام 2002 كان "واحد من كل 8 أطفال في العراق يموت قبل بلوغ سن الخامسة". وأقرت افتقار "يونيسف" الى معلومات دقيقة عن وضع الأطفال في العراق اليوم "بسبب الوضع الامني المتدني". لكن "يونيسف" ساهمت باجراء امتحانات نهاية العام الدراسي في العراق الصيف السابق ووجدت ان "العراقيين عملوا على تسجيل اولادهم في المدارس بنسب أعلى من العام الذي مضى".