بدا تقرير منظمة الأممالمتحدة للطفولة يونيسيف عن وضع الأطفال في العالم سنة 2002 معزولاً عن تداعيات أحداث 11 أيلول سبتمبر الماضي في الولاياتالمتحدة وأبرزها تأجيل الدورة الخاصة التي كان مقرراً ان تعقدها الجمعية العامة للأمم المتحدة عن الأطفال في أيلول. وطغى التفاؤل على الاحصاءات المقدمة في شأن ما أُنجز من أهداف مؤتمر القمة العالي من أجل الأطفال. فعلى صعيد التنمية في عقد التسعينات من القرن العشرين، أظهرت ان نسبة تراجع معدل وفيات الرضع والأطفال دون الخامسة من العمر بين عامي 1990 و2000 بلغت 14 في المئة و"هي نسبة تمثل تحسناً كبيراً وتعني بقاء ثلاثة ملايين طفل آخر على قيد الحياة سنوياً بعد بلوغ سن الخامسة، وحققت أكثر من 60 دولة نسبة خفض الى الثلث بما في ذلك معظم دول الاتحاد الأوروبي وشمال أفريقيا وشرق آسيا وأقيانوسيا والأميركتين والشرق الأوسط". وفي المقابل لا يزال مرض "الايدز" يزيد من معدلات وفيات الأطفال، وارتفع عدد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية في دول أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى. فيما لم يتم الاقتراب من تحقيق هدف تعميم توفير مياه الشرب النقية ومرافق الصرف الصحي الملائمة بحلول عام 2000، ولا يزال نحو 1.1 بليون انسان من دون مياه شرب نقية و2.4 بليون من دون مرافق صحية كافية ومناسبة، وغالبية هؤلاء في آسيا. التعليم الأساسي كما لا يزال تعميم التعليم الأساسي الشامل بعيد المنال، وإذا كانت نسب الالتحاق بالتعليم الأساس في كل منطقة ارتفعت، فهناك أكثر من 100 مليون طفل خارج مقاعد الدراسة وعدد أكبر من ذلك بكثير يتلقى تعليماً رديء المستوى. ولا تزال الفوارق بين تعليم الذكور والاناث كبيرة للغاية وان ضاقت الى حد كبير في معظم دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومن المفارقات التي توقف عندها التقرير بمرارة "ان الأطفال في كل انحاء العالم يمكن ان يتزوجوا أو يرسلوا الى الحرب قبل سنوات من السماح لهم بالمشاركة في الانتخابات"، مشيراً الى "ان فقر الأطفال في كل دولة تقريباً من دول الاتحاد الأوروبي ازداد وتضاءلت نسبة الانفاق العام على الأطفال في وقت شهد فترة ثابتة من النمو الاقتصادي زادت خلاله الثروة الاجمالية"، ورأى ان على الحكومات وضع آليات محددة لضمان احترام سياساتها وبرامجها لحقوق الطفل وان تجد طرقاً أكثر جدية لأخذ آراء الأطفال واليافعين في الاعتبار. وإذا كان التقرير عوّل كثيراً على الدورة الخاصة بالأطفال التي لم تعقد، فإنه سجل ابداعات وانجازات حققتها البشرية خلال العقد الأخير من القرن العشرين في مجال فهم التركيبة الجينية للإنسان وفي مجال الثورة التكنولوجية وفي مجال الاكتشافات الفضائية والكلفة الباهظة التي اتفقت على كل ذلك وسأل: "هل كان حلماً مستحيلاً تحقيق عالم جدير بالأطفال في ظل توافر الموارد والمعرفة الفنية والتقنية لذلك؟". ورأى ان الأمر يقضي بإخضاع الحكومات والمؤسسات الدولية للمساءلة والمحاسبة على واجباتها القيادية تجاه وضع حقوق الأطفال ورفاههم.