طلب الرئيس الاميركي جورج بوش امس من مدير الموظفين في البيت الابيض اندرو كارد البقاء في منصبه، ما يعطيه دوراً في التشكيلة الجديدة لإدارة بوش في ولايته الثانية. وجاء القرار إثر مشاورات اجراها الرئيس في منتجع كامب ديفيد بحضور نائبه ريتشارد تشيني ومستشارة الامن القومي كوندوليسا رايس، ما يرجح ان يلعب الثلاثي تشيني - رايس - كارد دورا محوريا في اختيار الفريق الجديد الذي سيقود السياسة الخارجية ووزارة الدفاع ومجلس الامن القومي في المرحلة المقبلة. وقالت مصادر البيت الابيض ان بوش سيعيد تشكيل فريقه "تدريجاً" على مدى الاسابيع الآتية قبل نهاية العام، وسط حرص على تحقيق اكبر قدر ممكن من الانسجام بين اعضاء الفريق الجديد تفادياً للإنقسامات التي شهدتها ادارة بوش في سنواتها الاربع الاولى وبخاصة في ما يخص السياسة تجاه العراق والشرق الاوسط. واعلن امس ان وزير الدفاع دونالد رامسفيلد سيعقد مؤتمراً صحافياً يتحدث فيه عن عملية اجتياح مدينة الفلوجة التي دخلت امس مرحلة الحسم، ما يؤشر الى بقاء رامسفيلد في منصبه حتى نهاية العام على الاقل وسط توقعات بخلافته من جانب رايس في حال تمسكها بمغادرة موقعها الحالي. وتوقع مراقبون ان تكون مسألة استبدال وزير الخارجية كولن باول، الذي اكد خروجه مع نهاية العام، ورامسفيلد، الذي لا يزال يتمسك بمنصبه، محل تجاذب بين تشيني من جهة، وبوش ورايس من جهة اخرى، رغم ان القرار النهائي يبقى بيد الرئيس. ومعروف ان تشيني هو من ابرز دعاة ابقاء الفريق على حاله بإستثناء استبدال باول المحسوب على التيار البراغماتي المعتدل. إلا ان التململ في اوساط جنرالات البنتاغون، بسبب المقاربة الايديولوجية لرامسفيلد في العراق على حساب الاحتراف العسكري، قد يقنع بوش بضرورة التغيير في ضوء الكلف العالية التي تكبدتها اميركا في العراق بسبب عدم ارسال قوات كافية من البداية. ولم يعرف بعد ما إذا كان السناتور والمرشح الرئاسي الجمهوري السابق جون ماكاين سينضم الى الادارة ام انه سيكتفي برئاسة لجنة الشؤون العسكرية في مجلس الشيوخ، والتي تعتبر من اهم اللجان واكثرها نفوذاً في الكونغرس. ويتوقع مراقبون ان يعمد بوش للمرة الاولى الى تعيين مبعوث خاص الى الشرق الاوسط لإعادة احياء عملية السلام على اساس خريطة الطريق، وهو ما لم يفعله في ادارته الاولى. إلا انه من غير المعروف ما إذا كان سيتمكن من اضعاف قبضة المحافظين الجدد على القرار بشأن النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي، والذي عمل على تقويض دور اميركا كوسيط محايد في التسوية السلمية في المنطقة خلال الفترة الماضية.