قال رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي على هامش القمة الاوروبية في بروكسل أمس، انه يعتزم"فرض الامن"في المحافظاتالعراقية الثلاث التي تشهد أعمال عنف. وأكد أثناء وجوده في بروكسيل أمس، إن حكومته ترغب في تحالف ايجابي وقوي مع اوروبا. وأوضح علاوي لدى وصوله الى مقر القمة الأوروبية، حيث اجتمع مع مسؤولي الدول الخمس والعشرين الاعضاء في الاتحاد الأوروبي على مأدبة غداء، أن"15 من المحافظات الثماني عشرة العراقية تشهد استقرارًا وأمنًا". واضاف"نعتزم فرض الامن على المحافظات المتبقية ومواصلة العملية الديموقراطية والسياسية". وتابع أن"ما يجري في العراق ليس معركة عراقية فقط انها معركة باسم العالم بأسره. وعلينا ان نهزم الارهابيين في العالم بأسره". ويلقي تواصل العنف في"المثلث السني"شكوكاً في شأن اجراء انتخابات مقررة مبدئياً في كانون الثاني يناير المقبل، وقد لا تنظم على كامل الأراضي العراقية وتفقد شرعيتها. ودعا علاوي في وقت سابق، خلال زيارته لحلف شمال الاطلسي، الحلف الى التحرك"بأسرع وقت ممكن"في العراق مشدداً على أن أي اجراء مؤجل حتى لساعات قليلة"قد يؤدي الى خسارة ارواح بشرية". وقال في خطاب امام الممثلين الدائمين للدول الأعضاء في الحلف:"نعتقد فعلاً بأن حلف شمال الأطلسي يمكن ان يساعدنا لارساء الديموقراطية ودولة القانون وحقوق الانسان في العراق". واضاف:"نحن فعلاً مسرورون ونقدر ما قام به الحلف لدعم العراق ولتطوير قواتنا الامنية"، في إشارة الى بعثة الحلف لتدريب قوات الأمن في العراق. وتعتزم بعثة حلف شمال الاطلسي ارسال مئات العسكريين الى العراق لتدريب ضباط في ضواحي بغداد. ولا تزال تفاصيل هذه المهمة التي خضعت لنقاشات صعبة خلال الاشهر الاخيرة قيد الدرس نظراً إلى تحفظات فرنسية. ودعا علاوي عقب لقاء مع نظيره البريطاني توني بلير الاوروبيين الى"الانطلاق من الصفر"و"فتح صفحة جديدة"في علاقاتهم مع العراق. وأضاف"ان التاريخ هو التاريخ والماضي هو الماضي، نحن في حاجة الى الانطلاق من الصفر وفتح صفحة جديدة". وكان علاوي الذي أكد أنه يرغب في"إقامة تحالف ايجابي وقوي مع اوروبا"أثار جدلاً عندما وصف الدول الاوروبية التي عارضت الحرب على العراق بأنها"اكتفت بدور المتفرج". وسعى خلال الزيارة الى تهدئة غضب أوروبي بسبب تصريحاته. لكن عدداً من زعماء الاتحاد قالوا ان تصريحه خلال زيارته روما الخميس"ليس مفيداً"، بينما يسعى لبداية جديدة بعد الانقسامات المريرة بسبب العراق. ووصف المستشار الالماني غيرهارد شرودر تصريحاته بأنها"زلة لسان"، وقال انه سيذكر رئيس الوزراء بمساهمة ألمانيا في تدريب الشرطة والجيش العراقيين في الامارات وعرضها شطب جزء كبير من دين العراق. وقال جان كلود يونكر رئيس وزراء لوكسمبورغ وهو أحد المعارضين للحرب للصحافيين"لا يعجبني تعبير الدول المتفرجة على الاطلاق. لا أفهمه واذا فهمته بشكل صحيح فإنه لا يعجبني على الاطلاق". ولم يلتق الرئيس الفرنسي جاك شيراك علاوي، بل توجه إلى الامارات للقيام بواجب العزاء في وفاة الشيخ زايد بن سلطان، لكنه أصر على أن ذلك ليس ازدراء. وقال شيراك في مؤتمر صحافي:"لا توجد مشكلة بالطبع مع السلطات العراقية"، مضيفاً أنه وجه دعوة إلى الرئيس العراقي غازي الياور لزيارة باريس وأنه قبلها. وألغت فرنسا زيارة للياور كانت مقررة في أيلول سبتمبر الماضي بعد احتجاز صحافيين فرنسيين رهينتين في العراق. وأغضب علاوي باريس عندما قال في مقابلة صحافية ان معارضة فرنسا للحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة على العراق لن تحميها من مخاطر الهجمات الارهابية. لكن ديبلوماسيين قالوا ان سفر شيراك المبكر إزدراء واضح وكشفوا أن فرنسا نجحت في حذف عبارة ترحب صراحة بعلاوي من مشروع بيان القمة الاوروبية. واستبدلت بالفقرة التالية في البيان"اجتمع المجلس الاوروبي مع رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي للبحث في الوضع في بلاده ويؤكد مجدداً تأييده القوي للعملية السياسية في العراق والحكومة العراقية الموقتة". والمساعدة التي يقدمها الاتحاد الأوروبي صغيرة نسبياً وتقدر ب16.5 مليون يورو 21 مليون دولار لتمويل الانتخابات ودعم تطوير نظام القضاء في العراق ومساعدة قوة حماية للانتخابات تابعة للأمم المتحدة.