نال الرئيس الجديد للمفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروسو دعم مجموعة القادة الاوروبيين ورئيس البرلمان الاوروبي جوسيبي بوريل، تمهيداً لطرح الثقة بتشكيلته التنفيذية الجديدة على البرلمان في 15 الشهر الجاري، علماً ان بوريل كان رفض التشكيلة السابقة، ما قاد الاتحاد الى ازمة مؤسساتية اعتبرت الاولى منذ تأسيسه في عام 1957. ويتوقع ان تنال التشكيلة الجديدة لباروسو التي تضم 25 مفوضاً، ثقة النواب الاوروبيين ال732، في جلسات الاستماع العلنية المقررة الاسبوع المقبل، خصوصاً بعدما رحب رئيس الدورة الحالية للاتحاد رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكينيندي بالتغييرات التي طرأت عليها، واعلن انها تستجيب لمطالب الهيئة الاشتراعية. وضم فريق العمل الجديد لباروسو وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني، بإعتباره مرشحاً لمفوضية العدل وشؤون الامن والحرية، بدلاً من مواطنه روكو بوتيليوني الذي اغضبت اراؤه المحافظة المتعلقة بمثليي الجنس والمرأة اعضاء برلمانيين كثيرين، ما اضطر باروسو الى تأجيل طلب نيل الثقة الشهر الماضي. ويحل ممثل لاتفيا الجديد في بروكسيل أندريس بيبالغس بدلاً من مواطنته انغريدا اودره التي خرجت من الفريق أيضاً بعدما تعرضت لانتقادات من البرلمان. وهو سيتولى مسؤولية مفوضية الطاقة، بدلاً من الشيوعي المجري السابق لازلو كوفاكس، الذي سيعين في مفوضية الضرائب الاقل حساسية. واعترف باروسو بأن كوفاكس لم يبل بلاء حسناً خلال جلسة الاستماع البرلمانية للتشكيلة السابقة، لكنه اكد ان منصبه الجديد يعكس خبراته السياسية في شكل افضل، "واعتقد انه لا يجوز في اي حال من الاحوال استبعاد شخص لاسباب سياسية أو حزبية". وستتولى الهولندية نيلي كرويس منصب مفوض مكافحة الاحتكار، على رغم شكاوى بعض أعضاء النواب من علاقاتها المباشرة بأعمال تجارية ضخمة، علماً انها تعهدت كرويس بالابتعاد نهائياً عن العمل مع الشركات الصناعية الخاصة الكبرى. وصادق القادة الاوروبيون ايضاً على خطة خماسية للعمل في الاتحاد خاصة بالسياسات القضائية والشؤون الداخلية، تتمحور حول العلاقات مع بلدان الاصل والترنزيت في شؤون الهجرة وتبادل المعلومات في اطار التعاون الامني. وفي سياق تبدد مفاوضات الانضمام مع تركيا، اعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك وجوب استعداد الاتحاد لاحتمال عدم توفير تركيا المتطلبات الاقتصادية والسياسية لنيل العضوية، من خلال التمسك بخيار الشراكة معها. تهنئة بوش على صعيد آخر، هنأ زعماء الاتحاد الاوروبي الرئيس الاميركي جورج بوش بفوزه بولاية ثانية، ودعوا إلى تكثيف التعاون تجسيداً لواقع تقاسم مسؤولية معالجة التهديدات والتحديات في العالم والقضاء عليها، على قرار الصراع في الشرق الاوسط والارهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل وتفشي مرض نقص المناعة المكتسب ايدز. ودعا القادة الاوروبيين الى انشاء مؤسسات مشتركة متعددة الاطراف لتعزيز سلطة القانون وتهيئة عالم يتميز بالعدل والديموقراطية والامن، ما كرس اشارة ضمنية الى استمرار استياء بعض دول الاتحاد من السياسات الاحادية التي انتهجتها الولاياتالمتحدة في السابق، خصوصاً في موضوع الحرب على العراق. واعلن المفوض الاوروبي الالماني غونتر فيرهوغين ان فوز بوش سيحتم سعي الجانبين الى تحسين العلاقات بينهما، في حين رفض دعوات طرحها البعض لتحول الاتحاد الاوروبي الى ثقل منافس للولايات المتحدة. من جهتهم، ناشد حلفاء الولاياتالمتحدة في الاتحاد الاوروبي الرئيس بوش باتخاذ مبادرات مفيدة تمهد لدفن الخلافات السياسية عبر المحيط الاطلسي ودفع جهود السلام في الشرق الاوسط. وقال رئيس الوزراء البولندي ماريك بيلكا: "يملك بوش فرصة تحقيق انطلاقة جديدة لقضايا عدة في العالم، واعتقد ان اوروبا تنتظر ذلك". ووجه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير نداءً جريئاً غير معهود، وناشد اميركا والدول الاوروبية التي عارضت الحرب في العراق من أجل رأب الصدع، وقال: "يتوجب على العالم ان يستمع لكلمة اميركا في الانتخابات الرئاسية، كما من الضروري استماع الاخيرة إلى بقية العالم أيضاً". ونقل بلير عن بوش تأكيده بأن ولايته الثانية ستوفر له طاقة افضل ومساحة اكبر من اجل تطوير برنامج توحيد اميركا واوروبا. "وانا اؤمن انه يريد ذلك".