بحث الرئيس الفرنسي جاك شيراك في مستهل زيارته الرسمية لبريطانيا والتي تستمر يومين، العلاقات الثنائية في الذكرى المئوية الاولى لابرام الوثيقة التأسيسية للصداقة بين البلدين في نيسان ابريل 1904. وتطرقت محادثات شيراك مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى قضايا الاتحاد الاوروبي ورئاسة بريطانيا للدول الصناعية الثماني الكبرى، الى جانب التبدل المناخي والتعاون المشترك في افريقيا وافغانستان. وفي وقت اكد ديبلوماسيون وصول العلاقات بين الزعيمين الى ادنى مستوياتها تقريباً، خصوصاً بعدما انتقد شيراك في مقابلات صحافية سابقة علاقة بلير بالولاياتالمتحدة ونبه لندن إلى وجوب توقع القليل منها، اثار شيراك مجدداً الجدل الخاص بالعراق عشية الزيارة، بإعلانه انه ليس على يقين ان "العالم بات اكثر امناً" منذ اطاحة نظام الرئيس العراقي صدام حسين. ورأى شيراك ان الوضع في العراق زاد الارهاب في العالم، وأوجد ردود فعل سلبية كثيرة على غرار تعبئة المسلمين في دول عدة. وانتقدت الصحف البريطانية مواقف شيراك عشية الزيارة. وكتبت صحيفة "ديلي اكسبرس" ان الرئيس الفرنسي بدأ زيارته لبريطانيا "بهجوم واضح على بلير" في شأن العراق، في وقت قالت "اندبندنت" ان على شيراك وبلير ان يركزا جهودهما على ما يجمع بينهما وليس على انقساماتهما. وأضافت: "يحتاج شيراك الى بلير ليكون الصلة مع واشنطن، وبلير الى اعادة علاقاته الجيدة مع شيراك ليثبت انه لا يزال اوروبياً كبيراً". على صعيد آخر، اظهر استطلاع للرأي اجرته مؤسسة "اي سي ام" لحساب صحيفة "ذي غارديان" تقدم حزب العمال الحاكم بفارق ثمانية نقاط على حزب المحافظين المعارض، ما يرجح فوز رئيس الوزراء بلير زعيم العمال بولاية ثالثة في الانتخابات العامة المقررة منتصف عام 2005. وحدد الاستطلاع نسبة التأييد لحزب العمال ب 38 في المئة، في مقابل 30 في المئة للمحافظين، "وهو الفارق الاكبر حجماً منذ ايار مايو 2003، ويعني ان بقاء الحزب في السلطة سيتحقق بغالبية تزيد عن 120 مقعداً في مجلس العموم. باروسو وثقة البرلمان الاوروبي على صعيد آخر، وافق البرلمان الاوروبي على تشكيلة المفوضية الاوروبية الجديدة برئاسة خوسيه مانويل باروسو، ومنحها غالبية 449 صوتاً من اعضاء الاحزاب الثلاثة الكبيرة، وهي: حزب الشعب الاوروبي اليمين الوسط والاشتراكي والليبيرالي الديموقراطي، في مقابل 149 معارضاً و82 نائباً امتنعوا عن التصويت انضموا الى حزب الخضر والشيوعي والمناهضين لاوروبا. وانهت الموافقة مواجهة سياسية داخلية استمرت ثلاثة أسابيع، واضطر فيها باروسو الى استبعاد المرشح الايطالي لمفوضية العدل روكو بوتيغليوني لمصلحة وزير الخارجية السابق فرانكو فراتيني، بسبب آراء الاول الخاصة بحقوق مثليي الجنس والامهات في المجتمعات الاوروبية. كما استبدل باروسو المرشحة الليتوانية انغريدا اودري بمواطنها اندريس بييبالغز في منصب مفوض الطاقة والذي استبعد المرشح الهنغاري لازلو كوفاتش عنه، من اجل تولي مسؤولية مفوض الضرائب. ويتسلم اعضاء المفوضية الجديدة مهماتهم الاثنين المقبل، اي بتأخير ثلاثة اسابيع عن الموعد الاصلي المحدد لتوليها زمام المسؤولية في مطلع الشهر الجاري. ويزخر برنامج عمل المفوضية الجديدة بالتحديات، وأهمها توفير الاصلاحات المطلوبة من اجل مواكبة النمو الاقتصادي، وتعزيز العلاقات المشتركة مع الولاياتالمتحدة، واجتذاب التعاطف الشعبي مع الدستور الاوروبي الجديد تمهيداً لاقراره من الدول الاعضاء ال25 كلها. وفي وقت شكل اعتراض البرلمان الاوروبي على فريق العمل السابق لباروسو انتصاراً كبيراً له، فإنه نجح في توسيع حدود الانتصار من خلال التصويت على قرار منح رئيس المفوضية باروسو حق اتخاذ قرار مطالبة اي مفوض بالاستقالة، في حال سحب الثقة من تشكيلته والذي يجب ان تشمل الاعضاء كلهم.