سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السلطة في حال طوارئ وتكليف قريع بعض صلاحيات رئيسها ... مسؤول ديني فلسطيني يؤكد عدم وجود وصية ... اسرائيل تكرر رفضها دفنه في القدس . عرفات في "حالة موت دماغي" وفصل أجهزة الإنعاش بيد زوجته
مع تواتر الأنباء عن تدهور خطير في صحة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي يرقد في مستشفى بيرسي العسكري الفرنسي في ضاحية باريس، خيمت أجواء من الحزن والترقب والقلق على الشارع الفلسطيني والعواصم العربية والاسلامية والعالمية ودخلت القيادة الفلسطينية في حالة طوارئ غير معلنة ورافقتها سلسلة اجتماعات في مقر الرئيس الفلسطيني، "المقاطعة"، في رام الله. وأفاد مصدر طبي فرنسي أمس ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "في حالة موت دماغي" وهو غارق "في غيبوبة عميقة كوما من المستوى 4". وأوضح هذا المصدر الطبي لوكالة "فرانس برس" ان عرفات "لم يمت وهو موصول الى أجهزة حيوية" تبقيه على قيد الحياة. والمستوى 4 هو أعمق مستويات الغيبوبة. راجع ص 6 و7 وأوضح المصدر ان هذا الوضع بين الحياة والموت "يمكن ان يتواصل عدة ايام وحتى عدة اسابيع بفضل هذه الأجهزة". وقبيل ذلك قال الناطق باسم مستشفى بيرسي العسكري الفرنسي في كلامار غرب باريس الكولونيل كريستيان ايستريبو حيث يعالج عرفات ان الرئيس الفلسطيني "لم يمت"، وأضاف: "الوضع السريري لعرفات بات أكثر تعقيداً"، مضيفاً انه تمت صياغة البيان الذي تلاه مع احترام التكتم الذي طلبته زوجة الرئيس الفلسطيني. وقام الرئيس الفرنسي جاك شيراك بزيارة الرئيس عرفات أمس وأعلن الجهاز الصحي للجيوش الفرنسية ان "الرئيس شيراك زار عرفات. وبقي حوالي نصف ساعة في غرفته. ولقد أمسك بيده" في مستشفى بيرسي العسكري في كلامار. وأضاف ان شيراك "رأى الرئيس عرفات وزوجته سهى وأعرب لها عن تمنياته" بشفاء الرئيس الفلسطيني. وأعلن الطبيب الاردني أشرف الكردي الذي يعالج الرئيس الفلسطيني منذ سنوات، ان عرفات لم يمت طبياً لكن حالته ما زالت تسوء. واضاف: "الرئيس عرفات لم يتعرض لسكتة قلبية أو فشل في القلب". وتابع يقول: "انه على قيد الحياة ولم يمت اكلينيكيا... لكن حالته تتدهور. ونظراً لأنه لم يتم التوصل لتشخيص فنحن لا نعرف ما هي علته". وذكرت القناة الثانية الخاصة في التلفزيون الاسرائيلي واذاعة الجيش الاسرائيلي أمس وفاة الرئيس عرفات ونقلتا هذا النبأ عن "مصادر فرنسية" من دون اعطاء مزيد من التفاصيل. ونشر الجيش الاسرائيلي قواته امس حول المدن الفلسطينية ووضع عدداً كبيراً من الحواجز داخل مدينة القدس، خصوصاً في شطرها الشرقي. وعلمت "الحياة" من مصادر فلسطينية مطلعة ان امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن سيتوجه اليوم الجمعة الى باريس. وقالت هذه المصادر ان قرار "فصل اجهزة الانعاش" عن الرئيس عرفات هو بيد قرينته سهى. وأصدر رئيس الحكومة ارييل شارون تعليماته الى قيادة الجيش والأجهزة الأمنية بالاستعداد لمواجهة تطورات محتملة تتعلق بمراسم دفن الرئيس عرفات. وقالت الاذاعة العبرية ان شارون عاود التأكيد على عدم السماح بدفن الرئيس الفلسطيني داخل تخوم اسرائيل "وليس في القدس بكل تأكيد". وأعلن مسؤول ديني فلسطيني رفيع المستوى مساء امس ان الرئيس عرفات لم يضع أي وصية تتعلق بدفنه ومن يتولى قضايا التغسيل والتكفين حسب الطقوس الاسلامية. وقال المسؤول الذي لم يود الكشف عن اسمه: "لم نناقش هذه المسائل مع الرئيس ولم يطرحها هو علينا أو يطرحها رجال الدين عليه ولم يتجرأ أحد فينا ان يسأله عن مسألة موته حتى لا يعتبرها فألاً سيئاً". وقال المسؤول الديني: "اعتقد ان الاسرائيليين لن يسمحوا بدفن الرئيس عرفات في فلسطين أصلا، وسيتطوع الاردن أو مصر لدفنه في أراضيهما بعد ان تضع اسرائيل عقبات جمة لاحضار جثمانه". واضاف: "اعتقد ان المسلمين في باريس هم الذين سيقومون بطقوس الغسل والتكفين وسيحضرونه من باريس جاهزاً للصلاة عليه والدفن". وتراجع رئيس وزراء لوكسمبورغ جان كلود يونكر امس بعد اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك، عن تصريح له أعلن فيه وفاة عرفات. وكان يونكر صرح بأن عرفات توفي "قبل 15 دقيقة". وقال الرئيس الاميركي جورج بوش في رد فعله على الانباء المتضاربة امس بشأن الحالة الصحية للرئيس عرفات "فليبارك الله روحه"، وتعهد بالعمل من أجل اقامة دولة فلسطينية حرة. وقال بوش في مؤتمر صحافي عندما سئل عن تقارير ذكرت ان عرفات توفي اكلينيكيا في المستشفى الفرنسي: "اول رد فعل لي هو... فليبارك الله روحه". واضاف: "ورد فعلي الثاني هو اننا سنواصل العمل من أجل دولة فلسطينية حرة وفي سلام مع اسرائيل". وكان مسؤول في الخارجية الاميركية أعلن امس ان باريس أكدت لواشنطن ان الرئيس ياسر عرفات "في حالة حرجة وغائب جزئيا عن الوعي". حال استنفار فلسطينية وفي رام الله أعلن ان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أسندت الى رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع ابو علاء امس بعض سلطات الرئيس عرفات الخاصة بالشؤون العاجلة المتعلقة بالأمن والشؤون المالية للحكومة. ودعا قريع جميع رؤساء الاجهزة الامنية الفلسطينية الى اجتماع مساء امس في مقر الرئيس عرفات، "المقاطعة"، في رام الله. وأكد مسؤول فلسطيني أن الأجهزة الأمنية أعلنت حالة استنفار في صفوفها أمس تحسباً لاعلان وفاة عرفات. وأفادت مصادر فلسطينية ان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير محمود عباس ابو مازن سيحضر الاجتماع. وأعلن مسؤول فلسطيني مساء امس، ان قريع ارجأ الى موعد غير محدد زيارة كان سيقوم بها اليوم الجمعة الى قطاع غزة. الى ذلك، أفادت مصادر أمنية فلسطينية أن ثلاثة فلسطينيين قتلوا مساء أمس في انفجار قذيفة دبابة اسرائيلية في محيط مخيم البريج في وسط قطاع غزة. ماذا يعني الموت الدماغي؟ وتشكل حالة الموت الدماغي اف ب مرحلة تسبق إعلان وفاة شخص يمكن ابقاؤه حياً بمساعدة الاجهزة الحيوية في غرفة الانعاش. واكد مصدر طبي فرنسي امس ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "في حالة موت دماغي" وهو غارق "في غيبوبة عميقة كوما من المستوى 4". ويستخدم مفهوم الموت الدماغي، او الموت ببساطة، خصوصا قبل استئصال اعضاء مريض في حالة الانعاش. ويعتبر الاخصائيون في الانعاش ان اعلان شخص في حالة موت دماغي يعني انه متوف. ويتم تحديد الموت التام للدماغ من خلال فحصين أساسيين: تسجيل النشاط الدماغي من خلال اجراء تخطيط للدماغ بفارق ساعتين، او صورة للشرايين تظهر عدم تدفق الدم في الدماغ. والى ذلك يضاف التشخيص السريري: غياب المريض تماما عن الوعي وتوقف اي رد فعل لا إرادي، وعدم وجود اي نشاط في جذع الدماغ حيث لا تعود الحدقة تتفاعل مع الضوء ولا يغلق الجفنان لدى لمس قرنية العين. هذا بالاضافة الى توقف التنفس اللاإرادي. ويأخذ الاطباء في غرفة الانعاش في الاعتبار الظروف العلاجية ويقرأون بتأن نتائج الفحوصات كتخطيط الدماغ وصورة الشرايين، في حال تناول بعض الادوية المثبطة للنظام العصبي المركزي او انخفاض حرارة الجسم. وعبارة الموت الدماغي او "الكوما العميقة في المستوى الرابع" حسب التسمية القديمة، لا تستخدم مبدئيا الا بعد التحقق من ذلك في قسم الانعاش. ويمكن ان يحتفظ الجسم بمظاهر الحياة بفضل الاجهزة والتنفس الاصطناعي، اذ انه يتنفس والقلب ينبض وتعمل الاعضاء.