سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قريع اصدر قراراً بتشكيل لجنة رسمية فلسطينية لتقصي ال"ملابسات" مصادر فرنسية تستبعد تعرض عرفات للتسميم وتعزو وفاته الى تشمع في الكبد وانهيار متعدد الأسباب
وسط الجدل المستمر حول احتمال ان يكون السم سبب وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مستشفى بيرسي العسكري الفرنسي في ضاحية كلامار الباريسية، ذكرت صحيفة"لوكانار انشينيه"ان عرفات كان مصاباً بتشمع في الكبد. ونفت الحكومة الفرنسية ضمناً ان يكون عرفات قد سمم. ومن جهة اخرى، اصدر رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع امس قراراً"بتشكيل لجنة تقصي حقائق في وفاة الرئيس". ولفتت الصحيفة الى ان هذا المرض يصيب عادة المدمنين على الكحول، في حين ان عرفات لم يكن يشرب سوى الماء، وقالت ان وفاته مردها الى أسباب متعددة. ونفت الحكومة الفرنسية ضمنا امس ان يكون عرفات قد تعرض للتسميم، مؤكدةً انه لو كان لدى الاطباء"ادنى شك لاحالوا القضية الى القضاء"ورفضوا السماح بدفنه. وقال الناطق باسم الحكومة جان فرنسوا كوبيه ردا على اسئلة في ختام مجلس الوزراء الفرنسي ان"عرفات تلقى افضل علاج ممكن واجريت له كل الفحوص التي ينبغي اجراؤها. ولو ساور الاطباء اي شك لاحالوا الملف الى القضاء". وذكرت صحيفة"لوموند"امس ان اطباء فرنسيين مطلعين على ملف عرفات استبعدوا فرضية التسميم مشددين على ان الزعيم الفلسطيني قد يكون توفي جراء اصابته بمرض يصيب الدم معروف باسم"تخثر الدم المتفرق". وقالت الصحيفة"انه اضطراب كامل في كل الاليات التي تؤمن عادة توازن عملية تخثر الدم"موضحة ان هذه العملية تؤدي"الى ظهور نزيف حاد قد يكون قاتلا". وكان وزير الصحة الفرنسي فيليب دوست بلازي تمنى ان تحترم السرية الطبية حول سبب وفاة عرفات، وقال في تصريح له ان الملف الطبي الخاص بالرئيس عرفات يعود الى عائلته وورثته ويحول الى الطبيب الذي تختاره العائلة. وقالت مصادر فرنسية مطلعة ان ما من أحد بوسعه يوماً ان يؤكد رسمياً ان عرفات لم يسمم، وان كل الفحوص التي أجريت له لم تظهر أثراً لأي سم، ومع ذلك سيكون هناك دائماً من يقول ان هناك مواد سامة لا تكشفها الفحوص. وأضافت ان السلطة الفلسطينية طلبت من السلطات الفرنسية الملف الطبي لعرفات بسبب الضغوط الداخلية والاشاعات المنتشرة حول وفاته، لكن المشكلة ان القانون الفرنسي لا يسمح بتسليم هذا الملف إلا بطلب من العائلة و"أصحاب الحق"بذلك، ومنهم زوجته أو ابن شقيقته ناصر القدوة اذا كان من أصحاب الحق. وأشارت الى أن وفاة عرفات سببها انهيار متعدد الأسباب، إذ كان رجلاً مسناً عاش ظروف حصار صعبة جداً أساءت الى وضعه الصحي. الى ذلك، ا ف ب قال بيان صادر عن رئاسة الوزراء الفلسطينيةان رئيس الوزراء احمد قريع اصدر بصفته"رئيس مجلس الامن القومي"، قرارا يقضي"بتشكيل لجنة تقصي حقائق في وفاة الرئيس ياسر عرفات". وجاء اعلان تشكيل اللجنة في اعقاب اجتماع عقده مجلس الامن القومي الفلسطيني برئاسة قريع في رام الله في الضفة الغربية. واضاف البيان ان اللجنة كلفت"الاتصال مع الجهات والافراد الذين يمكن ان يساهموا في توضيح الملابسات المحيطة بوفاة الرئيس في ضوء التساؤلات التي يطرحها الشارع الفلسطيني"في هذا الشأن حول الوفاة. وستضم اللجنة"مندوبين من وزارت الخارجية والداخلية والصحة وامانة الرئاسة والمخابرات العامة وطبيب الرئيس الخاص"، حسبما ورد في القرار. ويأتي قرار تشكيل اللجنة بعد ان تقدمت القيادة الفلسطينية رسميا بطلب لتسليمها التقرير الطبي حول وفاة عرفات. واعلن رئيس السلطة الفلسطينة الموقت روحي فتوح للصحافيين في مقر الرئاسة بمدينة رام الله امس ان القيادة الفلسطينية"لا زالت تنتظر الرد الفرنسي على طلبها". من جهة اخرى، اعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة ان"فريقا طبيا فلسطينيا سيتوجه الى باريس لتقديم طلب رسمي للحكومة الفرنسية بتسليم التقرير حول اسباب وفاة عرفات". وكان عرفات نقل الى مستشفى بيرسي العسكري في ضواحي باريس في التاسع والعشرين من تشرين الاول اكتوبر الماضي بعد الاعلان عن انه يعاني من خلل في الدم وخصوصا تكسر الصفائح الدموية. ولم تحدد الفرق الطبية المصرية والتونسية والفلسطينية التي اشرفت على علاجه منذ الاعلان عن مرضه في اوائل الشهر الماضي وحتى نقله الى باريس، اسباب ونوع مرضه.