رفض الاطباء المشرفون على فحص الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وعلاجه ما تردد من انباء ذكرت انه مصاب بسرطان الدم لوكيميا. واكدت مصادر فلسطينية عدة مطلعة ان الرئيس الفلسطيني الموجود للعلاج في مستشفى بيرسي العسكري الفرنسي في ضاحية باريس منذ الجمعة ليس مصاباً بسرطان الدم. وفي هذه الاثناء عقدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اجتماعاً في "المقاطعة"، مقر الرئيس الفلسطيني، في غيابه للمرة الاولى منذ سنوات. وترأس الاجتماع امين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة الرجل الثاني فيها محمود عباس ابو مازن الذي دعا "جميع قوى الشعب الفلسطيني الى التكاتف"، مؤكداً استمرار العمل حسب "رغبة الرئيس ونحن معه"، متمنياً عودته الى أرض الوطن لمواصلة المسيرة "التي ما زالت في أمس الحاجة اليه". وأشار إلى اصرار اللجنة التنفيذية على التواصل مع الرئيس "وتلقي تعليماته". وكان بين من حضروا الاجتماع الذي بقي فيه مقعد الرئيس عرفات خالياً رئيسا الحكومة احمد قريع ابو علاء والمجلس التشريعي روحي فتوح. وعلمت "الحياة" ان الشرطة الفلسطينية بدأت اجراء تحقيقات مع جميع موظفي "المقاطعة"، خصوصاً المسؤولين عن اعداد طعام الرئيس في احتمال ان يكون جرى تسميمه بسم بطيء. راجع ص 6 و7. وحرص "ابو مازن" على التنويه بأن "من بين المجتمعين أخوة وأنا بينهم عملوا طوال 40 عاماً مع الرئيس وتحت قيادته سواء في اطار منظمة التحرير ممثل شعبنا الشرعي والوحيد وحامي قراره المستقل او في اطار حركة فتح حركتنا الرائدة". وفي باريس قالت المفوضة العامة الفلسطينية لدى فرنسا ليلى شهيد للصحافيين بعد ظهر امس ان الاطباء الذين يعكفون على فحص عرفات استبعدوا في هذه المرحلة اصابته بسرطان الدم. وصرحت بأن عرفات "أمضى ليلة مريحة واستيقظ في وضع جيد، ومعنوياته مرتفعة". وليلى شهيد واحدة من عدد محدود من الاشخاص الذين يسمح لهم بدخول غرفة عرفات في المستشفى بالاضافة الى زوجته سهى ومدير مكتبه الدكتور رمزي خوري ومستشاره نبيل ابو ردينة. وكان أبو ردينة نفى قبل ذلك ما ذكرته مراسلة شبكة "سي ان ان" التلفزيونية الاميركية كريستيان آمنبور من ان الرئيس عرفات يعاني من لوكيميا وانه غير مدرك لما يدور حوله. وقال أبو ردينة ان "الأطباء يجرون كل الفحوص اللازمة ولم تظهر حتى الآن اي نتائج سلبية، والنتائج النهائية متوقع صدورها صباح الأربعاء". واضاف ان النتائج الأولية التي ظهرت أفضل مما كان متوقعاً"، وان وضع الرئيس عرفات الآن "كما كان وهو في رام الله". وأمضى الرئيس عرفات ليلته الثانية في مستشفى بيرسي حيث ذكر أنه اخضع لعملية تغيير دم. وقال مصدر مطلع ل"الحياة" إن فريقاً طبياً كاملاً يرأسه البروفيسور تييري دو ريفيل يتولى الاشراف على الحالة الصحية لعرفات، وان "زراعة الدم" التي أجريت له ستظهر نتائجها لاحقاً. وذكر أن عرفات واعٍ وقادر على الكلام، لكنه تحت العلاج، ورغم ضعف قواه، فإنه يصلي وهو جالس. واستبعد امس طبيب فلسطيني شارك في الفحوصات الطبية التي اجريت للرئيس عرفات في رام الله، ان يكون الرئيس مصابا بسرطان الدم، موضحا ان نقل عرفات الى فرنسا تم للبحث في نوع "غير معروف" من الامراض التي تصيب الدم. وقال الطبيب حسني العطاري، الذي يدير مستشفى رام الله ان الفحوصات التي اجريت للرئيس عرفات "بينت انه غير مصاب بمرض اللوكيميا او سرطان الدم". واضاف: "ان مرض اللوكيميا يمكن معرفته بسهولة من خلال فحص دم عادي، حيث يكون هناك ارتفاع في عدد كريات الدم البيضاء، لكن كريات الدم البيضاء لدى الرئيس طبيعية، وهو غير مصاب بهذاالمرض". تابع ان عرفات يعاني من "انخفاض في عدد الصفائح الدموية، على رغم اعطائه صفائح جديدة كانت تتكسر". واضاف العطاري: "اجرينا الفحوصات المخبرية المختلفة التي نستطيعها لمعرفة السبب، لكننا لم نخرج بنتيجة". والاجابة التي يبحث عنها الاطباء الآن في فرنسا، حسب العطاري، "هي بشأن سبب تكسر الصفائح الدموية، هل هو من مصدرها في النخاع الشوكي، او انه يتم مهاجمتها من قبل فيروس، او انها تخرج ضعيفة اصلا؟". واعتبر ان "الصفائح اذا كانت تتعرض للتكسير فإن هناك توقعا طبياً بأن يكون ذلك بسبب تسمم ما". واضاف: "اجرينا كل الفحوصات المخبرية لمعرفة اذا كان هناك تسمم ما بواسطة الادوات المخبرية المتوافرة لدينا، لكن النتيجة التي خلصنا اليها انه لا يوجد اي تسمم معروف لدينا على الاقل". وقال: "التسمم العادي تصاحبه مؤشرات، كارتفاع درجة الحرارة وقيء متواصل واسهال، إلا ان هذا غير موجود" لدى الرئيس الفلسطيني. وختم الطبيب العطاري: "إلا إذا كان هناك تسمم غير معروف ولم تكتشفه مختبراتنا، لكن من الممكن ان يتم اكتشافه في مختبرات فرنسا".