لعل ما يميز معرض الطبيب والفنان رائف وصفي حنا الذي يقام في "مركز الجزيرة للفنون" في القاهرة، هو انتماء أعماله إلى الريف المصري حيث يعمل هناك طبيباً للأطفال، وتضطره ظروف عمله الى السفر يومياً على الطرق الزراعية. هكذا يلاحظ الفلاحات وهن يغلسن الأواني في الترع والمصارف المائية، والفلاحين يعملون في الحقول. وهكذا حلّت مناظر الريف خلفية للفلاحات مع العلاقات التشكيلية الحداثية، فرسم الريف - لا كما يراه - فقط بل كما يشعر به ايضاً، ويؤكد وصفي أنه لا يميل الى مصطلح "الحداثة" الذي يصف النقاد به رسومه. فالحداثة بحسب تعبيره - ليست دكاناً نشتري منه ما نشاء لنضعه على سطح اللوحة. وهو يرى أن لكل فنان حداثته التي تفرضها عليه بيئته والحلول الفنية التي يتوصل اليها، راغباً في تعبير أسمى عن الجمال الذي يراه. ويتبع رائف وصفي اسلوب الرسم بالحبر الصيني والريشة، مستخدماً درجات البني المتفاوتة بين البني الداكن الذي يكاد يقترب من الاسود، والبني الباهت الذي يكاد يكون وردياً. فيغمس ريشته في هذا الوسيط السائل ليصنع "تهشيرات" على سطح التكوين، وحسب كثافتها وبعدها وقربها يتكون الظل والنور وتتبلور الكتلة. وعن سبب اهتمامه بجسد الأنثى في شكل خاص يقول: "سبب احتفائي بجسد الأنثى المصرية يعود إلى أنه يحوي تضاريس وكتلاً بديعة. ويحدث اثناء حركته أنغاماً تشكيلية لا حصر لها. ثم، وهذا هو الأهم، لأنه الجسد الذي نراه في الشارع وعلى شاطئ الترعة وفي الحقل. فأنا فنان اعيش في بيئتي، وأؤمن صادقاً بأن الفنان ابن بيئته". شارك رائف وصفي في عدد من المعارض منها معرض في معهد غوته في الاسكندرية عام 1989، و"صالون الشباب" الرابع في قصر الفنون في دار الاوبرا عام 1992، وحصل في هذا الصالون على جائزة تشجيعية. وشارك في بينالي بورسعيد القومي الثالث، وحصل على الجائزة الاولى في الرسم.