أبدى الفنان التشكيلي العالمي عبدالرازق عكاشة سعادته بكونه فلاحًا مصريًا، مبينًا أنه برغم تحقيقه ل(17) جائزة دولية إلا أن كل هذه الجوائز لم تغير من نفسه شيئًا، قائلًا بأنه رمي هذه الجوائز تحت قدم والدته ومضي ليبحث عن جائزة أخرى. جاء ذلك في سياق حديثه في الندوة التي أقيمت على هامش فعاليات معرضه الشخصي الذي يستضيفه حاليًا المركز السعودي للفنون التشكيلية بجدة، حيث قال عكاشة: ذهبت إلى فرنسا وقد شاركت في أول معرض هناك في إحدى المدن الفرنسية وحققت نجاحًا كبيرًا حيث حصلت على المركز السادس عشر بين أكثر من ثمانين فنانًا، وهذا المركز أغضب والدتي التي قالت أريدك أن تكون الأول، وهذا ما دفعني لمواصلة الإبداع من أجل تحقيق المراكز الاولى، ورغم وجود أكثر من 30 ألف فنان في باريس إلا إنني حققت نجاحًا مميزًا، وأثبت حضوري وسط هذا الكم الهائل من الفنانين. واشار عكاشة إلى أن تجربة معرضه في جدة مهمة، ومبديًا اعتزازه وشكره بمشاركة كل الفنانين الذين أسهموا معه بلوحاته في المعرض أمثال هشام بنجابي وصادق غالب ومنى القصبي ووهيب زقزوق. كذلك تطرق عكاشة إلى معارض صالون الخريف، واعتبر أن دعوته للفنانين العرب للمشاركة فيه تمثل الواجب في ظل البحث عن الهوية العربية والاسلامية من خلال اختيار الفنانين العرب المشاركين في صالون الخريف. وعن كيفية اختياره للفنانين في المعارض الدولية التي يشرف عليها يقول عكاشة: المعارض الفنية لا تخلو من المجاملات ولكن نحاول أن نركز كثيرًا في اختيار الفنانين المميزين على المستوى العربي. وعن انسحابه من الإشراف على بينالي دولة بنين الدولي يقول عكاشة: مع الأسف هناك اسم دخل على المعرض بدون أذني وهناك من قفز على المعرض فرفضت بعدها الاشراف عليه. وكان الفنان طلعت عبدالعزيز قد استهل الندوة قائلاً: يقول الشاعر الألماني شيلير (يكون الإنسان إنسانًا عندما يلعب.. واللاعبون الأمهر في هذه الحياة هم الفنانون لإنهم يمتلكون القدرة على تحويل العالم إلى براءته الأولى.. هكذا الفنان عبد الرازق عكاشة لاعب ماهر في الحياة التشكيلية العالمية.. استطاع بكل بما يمتلك من إنسانية وكفاح مستميت سبر أغوار عالم الفن التشكيلي بكل طموح الفلاح المصري البسيط وسط أباطرة الفن التشكيلي في باريس.. استطاع هذا الفلاح بعزيمته أن يصبح واحدًا من أهم الفنانين التشكيليين في باريس، حصد أكثر من 17 جائزة عالمية وأصبح عضوًا بارزًا في أقدم صالون فني في أوروبا وهو صالون الخريف الفرنسي الذي قدم ماتيس ورينوار وبيكاسو وماتيس وسلفادور دالي والمعاصرة أم الفنانين الفرنسيين مونيك باروني، ويعيش جنبا إلى جنب مع واحد من أهم فناني مصر ومؤسس جماعة (الفن المصري المعاصر) الفنان القدير الراحل سمير رافع وعمر النجدي وأن يكرمه الفنان برو رينوار حفيد ربنوار، بإنه فنان قدم عملا جديرًا بالاحترام وسط 34 عملا متشابها.. ويضيف طلعت: يتجلي الجانب الإنساني في عبدالرازق عكاشه في حمله لهموم الفنان المهاجر على عاتقه، فأسس جريدة المهاجر بباريس وألف العديد من الكتب والقصص عن الفن التشكيلي والكتابات النقدية، وجذب أولئك الفنانين المهمشين في المهجر ليكونوا نواة لأول بينالي أهلي يقوم بعيدا عن العمل المؤسساتي بالقاهرة بالتعاون مع قناة النيل الثقافية وصالون الخريف الفرنسي لأعطاء المهمشين في الخارج والمنسيين والمحرومين من قطاع الفنون التشكيلية بالمشاركة في أي عمل دولي في دورته الأولى بعنوان (اشتباك) بين الفن والشعر.. رعى فكرته وسقاها بجهده حتى أينعت ليقيم الدورة الثانية من البينالي بعد الثورة بعنوان (ثورة وتلاحم) ويستعد الآن لتقديم الدورة الثالثة في يونيو القادم تحت شعار حرية) بالقاهرة. مختتمًا بقوله: كنت أظن أن ابن القرية سيعود إلينا من باريس بقبعة لكنه عاد راكبا قطار (المستعجلة) مع عمال مصر الغلابة والفلاحين يشعر بآلامهم وأوجاعهم داخل عربة القطار.. مكرّما أياهم في معرض حاز على أعجاب الحضور في مدينة جدة داخل قاعة المركز السعودي للفنون التشكيلية بدعوة صادقة من الرائعة الفنانة منى القصبي.. وهو يربط شارته السوداء على ذراعه حزنا وألما على من ضحوا بدمائهم من شهداء الثورة في سبيل الحرية دون سواها.. وهذا هو عنوان البينالي القادم 2013 (الحرية).. فشهادتي مجروحة في المنصف عبدالرازق عكاشه نصير الفلاحين والتشكيليين الغلابة. كما علق الفنان محمد العبلان على بينالي بنين الدولي حيث قال: كنت من ضمن الأسماء المشاركة في بينالي بنين الدولي ولكني انسحبت من المشاركة وحمد لله إنني انسحبت وهذا يعود لضعف المعرض وطريقة العرض فلوعرضنا الاعمال في أزقة حيي الكرنتينة بجدة لكان افضل من عرض اللوحات في معرض بنين والحمد لله لم اندم على عدم مشاركتي. اما الفنان صادق غالب فقد اشاد بتجربة عكاشة وقال لقد استفدت كثيرًا من عكاشة ورسمت بجانبه في عدة مشاركات حيث تعلمت منه الجرأة والصدق. كما تحدث الفنان محمد الشهري عن هموم الفن العربي وتطور بعض التجارب العربية وكذلك سعى البعض لطمس الهوية العربية في الاعمال الفنية. وفي تعليقه اشار الدكتور ياسر العدل إلى تأثر الفنان بالبيئة الثقافية ومدى اهتمام الفنان بالبيئة المحيطة به. كما تداخل الفنان فهد خليف قائلاً: بعد مشاهدتي لاعمال الفنان عكاشة زاد احترامي له. اما الفنان عمر بادغيش فقال احسست بالصدق في اعمال عكاشة واعماله مذهلة وهو فنان متواضع. وفي تعليقه يقول الفنان الرائد هشام بنجابي: ما شاهدنا من اعمال للفنان عكاشة من الأعمال القليلة التي ظهرت في جدة بإحساس صادق وجميل من فنان متمكن لقد غربته الأماكن لكن من داخله لم يتغرب كل الأهل والأصدقاء والأقرباء متواجدين في أعماله، انه يحمل معاني جميلة واحساسًا صادقًا ولم ينسَ القرية والريف والعامل البسيط قدم احاسيس صادقه في انفعالية دلون وخبرة في التعامل مع اللبس داخل العمل الفني لقد نقل صوت القطارة وهي تخترق الريف بهدوء من خلال اعماله، وسعدت لعرض لوحتي بجوار لوحاته.