تعذّر حضور رئيس المحكمة العليا وليام رينكويست إلى عمله، لمناسبة افتتاح الدورة القضائية الجديدة، وذلك نظراً الى وضعه الصحي الحرج الناجم عن معاناته من سرطان الغدة الدرقية، ما يضطره الى مواصلة العلاج الكيماوي وبالأشعة. وبذا تشهد المحكمة العليا انقساماً في فترة الانتخابات الحرجة، باعتبار أن غياب رينكويست الجمهوري عنها يجعل الاصوات داخلها متساوية: اربعة قضاة جمهوريين في مقابل أربعة ديموقراطيين، ما يحول دون تمكنها من حسم اي نزاع ينجم عن الانتخابات. وكان صوت رينكويست حسم النزاع في فلوريدا في انتخابات الرئاسة عام 2000، لمصلحة الرئيس الحالي جورج بوش، وبواقع خمسة اصوات جمهورية في مقابل اربعة ديموقراطية. وإذا قضى الوضع الصحي لكبير القضاة غيابه عن المحكمة، يمكن لبوش تعيين بديل عنه قبل انتهاء الولاية الرئاسية الحالية في 20 كانون الثاني يناير المقبل، بغض النظر عمن يربح الانتخابات اليوم. لكن بوش قد يختار عدم القيام بذلك، اذا كان لا يرغب في حسم قضائي قد لا يأتي لمصلحته. وقال تود غازيانو مدير مركز الدراسات العدلية في مؤسسة "هيريتدج" المحافظة للأبحاث، انه في حال خسر بوش الانتخابات وحملت النتيجة الى المحكمة العليا، سيتوجب على الرئيس "إعادة النظر" في وضع المحكمة وتعيين بديل لرينكويست. ويحق لبوش اتخاذ خطوة مماثلة من دون موافقة مجلس الشيوخ حتى نهاية الجلسات الأولى للكونغرس أواخر عام 2005. وأكد البروفسور ديفيد كوبر مدير فرع سرطان الغدة الدرقية في كلية الطب بجامعة جون هوبكنز أن وضع كبير القضاة أكثر صعوبة مما كان متوقعاً. وأعلن القاضي جون بول ستيفنز الذي ترأس جلسة المحكمة العليا الاثنين بالنيابة أن رينكويست يحتفظ بحق التصويت في القضايا التي فاته حضورها استناداً الى ملخصات ونصوص عن الجلسات يطلع عليها. وعلى رغم قول كبير القضاة 80 عاماً أنه ينجز أعمال المحكمة من منزله، فان ليونارد وارتوفسكي رئيس دائرة الطب في مستشفى واشنطن استبعد قدرة رينكويست على القراءة والكتابة واتخاذ القرارات طبيعياً. وقال ان رينكويست "سيشعر بالتعب مع هذه العلاجات". ورفضت الناطقة باسم المحكمة العليا كاثي أربيرغ التعليق على هذا التصريح.