في زمننا هذا انتشر من الظواهر ما لم يكن منتشراً ولا موجوداً سابقاً. في الدعوة الى الحوار والتبيين والكلمة الطيبة على رغم كثرة المصاعب. فقد دخل الاسلام العرب والعجم، وفي زمننا ظهرت امور جديدة تلصق بالاسلام والمسلمين. ويأخذ بها مسلمون ينتمون لنهج خاطئ. ونرى بعضهم، بسبب عدم فهمهم لنهج الاسلام الصحيح، يعمل على استعمال امور الدين لأغراض لا تنفع، ولا تخدم المجتمع المسلم بشيء، بل يزيد الطين بلة، وينشر العنف والآفات مع ازدياد الفهم الخاطئ. وتعم المشاكل، ويزيد التأزم. ما اوجد لنا واقعاً سلبياً، واختلاف الجماعات والاتجاهات. وكل منها فهم النهج بأسلوبه وطريقته. وما جعلني اكتب، وأدلي بدلوي مع الكثير ممن يكتبون في هذه الصحيفة، ما ارى كل يوم من ناس ابرياء يموتون في العراق في معارك او انفجارات لا اعرف من يقودها، وهو ضد من، بالتحديد: هل هو ضد المستعمر كما اسمع، او هو ضد الابرياء؟ ونسمع كل يوم عن اسماء جماعات تدعي لنفسها بالمقاومة، ويأتون منقبين، لا نرى من هم او ضد من هم، وأي مبدأ لهم، وليس لهم ولو درجة من العدالة. لم نسمع احدهم يستنكر او يتبرأ مما يحدث من قتل للأبرياء. والشيء الآخر من الغرائب هو ما حصل هنا، في هولندا، بعد مقتل مخرج وكاتب صحافي هولندي، نيو فان غوغ، في امستردام على يد رجل يقول انه ينتمي للاسلام، وسبب القتل ان القتيل عمل على اخراج فيلم قصير يتحدث فيه عن كيفية التعامل والعنف ضد المرأة، في كثير من المجتمعات الاسلامية، ما اغضب الجالية المسلمة في هولندا. فهذه الواقعة قد فتحت باب النقاش بين كثير من الاتجاهات المسلمة وغير المسلمة حول شرعية قتل انسان لأنه كان له رأي، وعمل على عرض رأيه من خلال فيلم. وهناك فهم خاطئ للدين من كثير من الناس ان من الواجب عليهم اذا ارادوا ان يغيروا منكراً، استخدام اسلوب المحاورة والرد والمناقشة من خلال الكلمة، كما كان يفعل سيد الخلق مع خصومه، اعدائه. وكان على المنكر ان يرد عليه في الصحافة على طول وعرض الساحة الهولندية. والقتيل الكل كان يعرف، ويعلم عنه اداءه المثير للجدل ليس ضد المسلمين فقط، بل ضد الهولنديين انفسهم. ولكن لم نر ان احداً عمل على قتله .... امستردام - ماهر عبدالله