ذكر تقرير صحافي في لندن أن عومري شارون، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، سيعقد محادثات"خاصة"مع مسؤولين أمنيين فلسطينيين رفيعي المستوى في بريطانيا في الأسبوع المقبل، في ما وصف بأنه لقاء على أعلى مستوى يجري بين الجانبين منذ وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وقالت صحيفة"ذي ديلي تلغراف"إن المنظمين لهذا الاجتماع بين النجل الأصغر لشارون والعميد جبريل الرجوب مستشار الأمن القومي الفلسطيني، يصرون على أن المحادثات التي ستجري في منتجع ريفي في منطقة اكسفورد بجنوب انكلترا ستكون في إطار"حلقة دراسية"ولن تمثل مفاوضات"رسمية". إلا أن الصحيفة ترى أن اللقاء يمثل فرصة مهمة لاجراء محادثات وجهاً لوجه حول الترتيبات الخاصة باجراء الانتخابات لاختيار رئيس جديد للسلطة الوطنية الفلسطينية خلفاً لعرفات، كذلك للبحث في الانسحاب الإسرائيلي المقترح من قطاع غزة في العام المقبل. وقال أحد المنظمين لهذا اللقاء إن المشاركين في الحلقة الدراسية يمكنهم أن يتبادلوا"الأحاديث الخاصة"على هامش المناقشات الرسمية. وأوضح هذا المنظم، الذي لم يكشف النقاب عن هويته:"اننا نحاول أن نقلل من أهمية هذا اللقاء بسبب الحساسيات السياسية في إسرائيل". وسيعقد اللقاء لمدة يومين في مركز أبحاث ديتشلي بارك الذي ترعاه وزارة الخارجية البريطانية. ويبرز اللقاء الدور المتزايد الذي تلعبه بريطانيا في محاولة لإحياء محادثات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية. وتشير الصحيفة إلى أن شارون كان قد بعث مراراً بنجله عومري لمقابلة الرئيس الفلسطيني الراحل عرفات، كذلك مساعديه ومن بينهم الرجوب. وتأمل بريطانيا بأن تساعد هذه اللقاءات وراء الكواليس في إعادة الحياة إلى"خريطة الطريق". ومن المقرر أن يحضر اللقاء الخاص في منطقة اكسفورد، حيث يوجد مركز ديتشلي بارك للأبحاث، عدد من كبار المسؤولين البريطانيين والإسرائيليين والفلسطينيين. وسيرأس الندوة من الجانب الإسرائيلي نائب وزير الدفاع زيف بويم. ومن بين المشاركين الآخرين رون بروسور رئيس الموظفين في وزارة الخارجية الإسرائيلية واسحق هيرزوغ نجل الرئيس الإسرائيلي الراحل حاييم هيرزوغ. أما الوفد الفلسطيني فسيضم أيضاً سفيان أبو زايد، وهو سجين فلسطيني بارز سابق، وقدورة فارس العضو البارز في حركة"فتح"والذي له اتصالات وثيقة مع الجماعات الفلسطينية"المتشددة"، كما تقول الصحيفة. في غضون ذلك، أثار الاعلان الاسرائيلي الرسمي عن اعتزام رئيس الوزراء البريطاني توني بلير القيام بزيارة الى اسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية في أواخر الشهر المقبل غضب المسؤولين البريطانيين الذين كانوا يتعمدون عدم الكشف عن تلك الزيارة قبل فترة طويلة من وقوعها لاسباب امنية. وكان وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم كشف في حديث مع اذاعة الجيش الاسرائيلي اخيراً عن زيارة بلير المقبلة للمنطقة التي يتوقع ان تتم يوم 21 كانون الاول ديسمبر المقبل. وغضب المسؤولون البريطانيون والاسرائيليون لهذا التصريح الذي ادلى به شالوم عن زيارة بلير اثناء وجود وزير الخارجية البريطاني جاك سترو في المنطقة في محاولة لتهيئة الاجواء لاستئناف المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية بعد انتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية في كانون الثاني يناير المقبل. وقال مسؤول في مقر رئيس الوزراء البريطاني في تصريح لصحيفة"جويش كرونيكل"اليهودية في لندن ان"مسألة اعلان تفاصيل زيارة بلير الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية امر يخص بريطانيا". ورفض المسؤول ان يؤكد نبأ هذه الزيارة التي تأتي بعد محادثات رئيس الوزراء البريطاني مع الرئيس الاميركي جورج بوش في واشنطن أخيراً والتي استهدفت اعطاء قوة دفع جديدة لاستئناف عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، وبحث عقد مؤتمر دولي في لندن لهذا الغرض تحضره اطراف النزاع كافة.